وفي هذا العام ابتدأ بالتبتّل والانقطاع والعزلة في جبل حِراء.
وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله يتيمّنُ بذلك الهام ، بولادة سيّدنا عليّ ـ عليهما وعلى آلهما الصلاة والسلام ـ وكان يسميّه : «سنة الخير ، وينة البركة».
وقال المصطفى صلّى الله عليه وآله لأهله عندما بلغته بشرى ولادة المرتضى : «لقد وُلِدَ لنا الليلة مولودٌ ، يفتحُ الله علينا به أبواباً كثيرةً من النعمة والرحمة».
وكان قوله هذا أوّل نُبوّته ، فإنّ المرتضى ـ عليه صلوات الله ـ كان ناصره ، والحامي عنه ، وكاشف الغمّاء عن وجهه ، وبسيفه ثبت الإسلامُ ، ورسخت دعائمُه وتمهّدت قواعدُه» (١).
وفي الرسالة الموضوعة لتأريخ مواليد أئمّة الدين عليهم السّلام ووفياتهم ، تأليف العلّامة الأوحد السيد محمّد الطباطبائي ، جدّ آية الله بحر العلوم (٢) : أنّه عليه السّلام «وُلِدَ بمكّة في جوف الكعبة ، ولم يولد قبلَه ولا بعدَه أحدٌ فيه سواه ، إكراماً له من الله جلّ اسمه بذلك ، في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب الأصم ، على ما نقله جلّ أهل التاريخ بل كلّهم ...».
وفي الجدول الذي عمله السيّد الأجلّ أبو جعفر ، محمّد بن أمير الحاج الحسينيّ في شرح قصيدة الأمير أبي فراس الحمداني ، تعيين يوم ولادته بالجمعة ، وشهرها بالثالث عشر من رجب ، وعامها بالثلاثين من واقعة الفيل ، ومحلّها بالكعبة (٣).
__________________
(١) القصيدة العلوية : ٦١ ، وهذه القصيدة تشتمل على ٥٥٩٥ بيتاً ، انظر الذريعة ١٧ : ١٢٠ ، والأعلام (للزركلي) ٤ : ٢٩٧.
(٢) وهو جدّ سيّد الطائفة الإمام البروجردي الطباطبائي المتوفى (١٣٨٠ ه) أيضاً.
(٣) شرح الشافية : ١٥.