ثمّ قال : «وقيل : الذي وُلِدَ في الكعبة حكيم بن حزام ، قال بعضهم : لا مانع من ولادة كليهما في الكعبة.
لكن في (النور) حكيم بن حزام ولد في الكعبة ، ولا يعرف ذلك لغيره ، وأمّا ما روي أنّ علياً عليه السّلام ولد فيها ، فضعيف عند العماء» (١).
وأنت تجد من سياق العبارة أنّ المعتمد عند الرجل هو ولادة الإمام عليه السّلام في الكعبة ، ولذلك ذكرها أوّلاً مرسلاً إيّاها إرسال المسلّم.
ثمّ عزا ولادة حكيم بن حزام فيها إلى القيل إيعازاً إلى وهنه ، ولذلك أردفه بجواب البعض عنه.
لكنّه وجد لصاحب (النور) كلمةً لم يرقه الإغضاء عنها بما هو مؤرّخ أخذ على عاتقه إثبات المقول في كلّ باب ، وإذ لم يجد جواباً عنها لغيره لم يشفعها به.
واكتفى هو بما ذكرناه من اعتماد على حديث الولادة عن أن يردّ كلمة الرجل ، لأنّه لا مُنقّب.
وأمّا صاحب (النور) فيكفيك في تفنيد مزعمته ما تقف عليه في هذه الرسالة من نصوص علماء أهل السنة في ذلك ، ورواياتهم.
وقد عرفت نصّ الحاكم والمحدّث الدهلويّ بتواتر حديثه ، وقول الآلوسيّ : «إنّه أمرٌ مشهورٌ في الدنيا».
وأيّ عالم يردّ المتواتر ، أو يعدوه أمرٌ مشهورٌ ثبوتهُ في الدنيا فيضعّفه حتّى يقول الرجل بملء فيه : «إنّه ضعيف عند العلماء».
وإن تعجب فعجبٌ إثباته ولادة حكيم التي لم يستقم إسنادها ، ولا اعترف بها مخالفوه وأُمم من موافقيه.
__________________
(١) إنسان العيون ١ : ١٦٥.