وهذا العالم البّحاثة النقيد وجد خلافاً في شهر الولادة فأوعز إليه ، لكنّه لم يجد في حديث البيت أيّ ترديد ، فلم ينبس عنه ببنتِ شَفَةٍ ، ولو كان مثله يجد شيئاً لما آثر تركه ، وهو ذلك الصريح الشديد في البحث.
والشيخ عبد النبي الجزائري في (حاوي الأقوال) والشيخ أبو علي الرجالي في (منتهى المقال) وإن نقلا هذه الحقيقة الراهنة عمّن قلبهما من العلماء ، وقد أثبتنا في هذه الرسالة مقاله ، لكن العبرة في المقام بإخبات الرجلين ـ وهما من أعلام علماء الدين ـ بها ، وبخوعهما لصحّتها.
ومنهم البحر الخضمّ علّامة العصور السيّد عليّ خان المدني الشيرازي ، المتوفى سنة (١٢١٠ ه) في (الحدائق الندية في شرخ الفوائد الصمدية).
فقد نقل عن (الفصول المهمة) عبارته الآتية مكتفياً بها ، مذعناً بحقيقتها وسقّتها (١).
وهناك من مؤلّفي العصور الأخيرة العالم النقيد المولى عليّ أصغر البروجردي ، الذي أطلق القول الصراح في كتاب (عقائد الشيعة) : بأنّ «مولده عليه السلام في وسط البيت ، ضحى الجمعة ، بعد ثلاثين عاماً من ولادة النبيّ الأعظم» (٢).
ولغيره كتاب آخر في المعارف الإلهية أحسنَ فيه وفي مبحث الإمامة ، لم يشكّ بأنّ مولد الإمام عليه السلام في الكعبة ، بعد عام الفيل بثلاثين عاماً في الثالث عشر من رجب يوم الجمعة.
قال : «ولم يولد فيها أحد سواه ، لا قبلَه ولا بعدَه».
__________________
(١) الحدائق الندية : ١٠ ، والفصول المهمة : ٣٠.
(٢) عقائد الشيعة : ٣١.