أو إثباته لبعض الحقائق التاريخية الثابتة المرويّة في جلِّ كتب السيرة والتاريخ كضرب عمر جاريته لأنّها سلكت طريق الحقّ وأسلمت.
حتّى أنّه عدّها من الغِلّ جهلاً وتعصّباً!
ويا ليته أمعن في مسألة تلاعب السكّري المكشوف بمتن المحبّر ، إضافاته الواضحة إليه ، حتّى يراها عين اليقين ، لكنّه تساهل كثيراً وقال «فيما أحسب» فكان من الذين ارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يتردّدون.
* * *
فإن قيل :
لا يهمّ عدم ذكر الكلبي وابن حبيب لخبر ولادة حكيم بن حزام في الكعبة ، في أصل كتابيهما ، وأنّها مما أضافه السكّري فيما بعد باعتباره الراوي الأوّل لهما ، وثبوت نسبة هذه الزيادات إليه ؛ لأنّنا نروي عن أئمة الجرح والتعديل عندنا تو ثيقه.
فقد قال فيه الخطيب البغدادي : كان ثقة ديّناً صادقاً (١).
وقال ياقوت الحموي : الرواية الثقة المكثر (٢).
فما زاده السكّري في متن الكتابين نعدّه صحيحاً مقبولاً.
قيل لهم :
إنّ ما أثبتناه من التلاعب السافر لسكّري في نصوص الكتب ومتونها ، ينافي إطلاقكم صفة «ثقة» عليه ، لأنّ الوثاقة هي الأمانة ، والثقة : الأمين ، يقال : وثقتُ بفلان أثقُ ثقةً إذا ائمنته (٣).
__________________
(١) تاريخ بغداد ٧ : ٢٩٦.
(٢) معجم الاُدباء ٨ : ٩٤.
(٣) اُنظرالصحاح ٤ : ١٥٦٢ ، ولسان العرب ١٠ : ٣٧١.