فقالت : وعليك السلام يا بنيّ!
فقال : كيف والدي؟
قالت : في نعم الله عزّ وجل.
فلمّا أن سمعتُ ذلك لم أتمالك أن قلت : يا بنيّ! أو لستُ أباك؟!
فقال : بلى ، ولكن أنا وأنتَ من صلب آدم ، فهذه اُمّي حواء.
فلمّا سمعتُ ذك غضضتُ وجهي ورأسي وغطّيته بردائي ، وألقيتُ نفسي حياء منها عليها السّلام.
ثمّ دنت اُخرى ومعها نجونة مملوءة من المسك ، فأخذت عليّاً عليه السّلام ، فلمّا نظر إلى وجهها قال : السلام عليك يا اُختي!
فقالت : وعليك السلام يا أخي!
فقال : ما حال عمّي؟
قالت : بخير فهو يقرأ عليك السلام.
فقلت : يا بنيّ! مَنْ هذي ، ومن عمّك؟
فقال : هذه مريم ابنة عمران ، وعمّي عيسى عليه السّلام.
فضمّخته بطيب كان معها من الجنّة.
ثم أخذته اُخرى ، فأدرجته في ثوب كان معها.
قال أبو طالب : لو طهّرناه كان أخفّ عليه.
وذلك أنّ العرب تطهّر مواليدها في يوم ولادتها.
فقلن : إنّه ولد طاهرٌ مطهّر ، لأنّه لا يذيقه الله حرّ الحديد إلّا على يدي رجل يبغضه الله تعالى وملائكته والسماوات والأرض والجبال ، وهو أشقى الأشقياء.
فقلت لهنّ : مَن هو؟
قلن : هو عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله تعالى ، وهو قاتله بالكوفة سنة ثلاثين من وفاة محمد صلّى الله عليه وآله.