طَرِبَ الكونُ من البشرِ وقد عمَّ السُرور
وغدا القُمريُّ يَشدُو في ابتسامٍ للزهُور
وتهانَت ساجِعاتٍ في ذُرى الأيكِ الطُيور
لِمَ ذا البِشرُ؟ وما هذي التهاني؟
لستُ أدري
أشرقَت طلعةُ نُورٍ عَمَّتِ الكونَ ضِياءا
لا أرى بَدراً على الأُفقِ ولم أُبصِر ذُكاءا
وتَفَحَّصتُ فلم أُدرِك هُناك الكَهرُباءا
فَبِماذا ضاءَ هذا الكونُ نُوراً؟
لستُ أدري
قُمتُ استَكشِفُ عنه سائلاً هذا وذاك؟
فرأيتُ الكُلَّ مثلي في اضطِرابٍ وارتباك
وإذا الآراء طُرّاً في اصطدامٍ واصطكاك
وأخيراً عمّها العَجزُ فقالت :
لستُ أدري
وإذا نبّهني عاطفةُ الحُبِّ الدَفين
وتظنَّيتُ وظَنُّ الألمعي عينُ اليقين
أنّهُ ميلادُ مولانا أمير المؤمنين
فدع الجاهلَ والقَولَ بأنّي
لستُ أدري
لم يكن في كعبة الرحمنِ مولودٌ سواه
إذ تعالى في البرايا عن مَثيلٍ في عُلاه