بِسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عن أبيه أنّه سُئلَ عن بدء إيمان أمير المؤمنين عليه السّلام برسول الله صلّى الله عليه وآله؟
فقال أبو جعفر عليه السّلام : إذا ذكرت الفضاءل والمناقب ففي شرح إيمان أمير المؤمنين عليه السّلام برسول الله صلّى الله عليه وآله ما تنفتح الأذهان ، وتكثر الرغائب ، لأن حبّ عليّ عليه السّلام فرض على المؤمنين ، وغيظ على المنافقين ، فمن أحبّ عليّاً فلرسول الله صلّى الله عليه وآله أحبّ ، ومن أمسك عنه فقد عصى الله ونكب عن سبيل النجاة.
لأنّه أوّل ذَكَرٍ آمنَ برسول الله صلّى الله عليه وآله ، وصلّى معه ، وصدّق بما جاء من الله ، وسارع إلى مرضاة الله ، ومرضاة رسول الله صلّى الله عليه وآله.
وصبر على البأساء والضرّاء في كلّ شدّة وعسر.
وكان أكثر أصحابه نصحاً له ، وأكثرهم وأشدّهم مواساة بنفسه وذات يده له.
وكان مما منّ الله به على أمير المؤمنين عليه السّلام في دلائله ، واختصّه بفضائله ، ومنحه من الكرامة والحباء ، وشرّفه بسوابق الزُلفى ، أنّه كان في حجر رسول الله صلّى الله عليه وآله قبل مبعثه ، يغذوه بما يغذو به نفسه.
وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله في حجر أبي طالب يغذوه ويحوطه.
وذلك أن أبا الحارث عبد المطلب بن هاشم كان يكفل الأرامل والأيتام ، ويُغيث الملهوف ، ويُجير المظلوم ، وينظر المعسر ، ويحمل الكلّ ، ويُقري الضيف ، ويمنع من الضيم.