أقول : إنّه لم يكن متوهّماً بل يقول ما يعني ويعني ما يقول ، إنّه كان قاصداً لمآرب في نفسه كما ذكرنا ذلك في المقدّمة.
ومع هذا فإنّ الشيخ الاُردوبادي راح ينقل الإطراء على الحاكم : والحاكم من أذعن الكلّ بثقته وحفظه وضبطه وتقدّمه في العلم والحديث والرجال والمعاجم طافحة بإطرائه والثناء عليه ، والكتب مفعمة بالاحتجاج به والركون إليه ، وتآليفه شاهدة بِنُبُوغه وتضلّعه ، فناهيك به حاكماً بتواتر الحديث ، أي حديث ولادة أمير المؤمنين عليه السلام في جوف الكعبة.
ثمّ نقل نصوصاً اُخرى توافق ما ذكره الحاكم في مستدركه ، ومن هذه النصوص :
* نصٌّ لشاه ولي الله أحمد بن عبد الرحيم المحدّث الدهلوي وهو والد عبد العزيز الدهلوي مصنّف (التحفة الاثنا عشرية) في الردّ على الشيعة : «قد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علياً في جوف الكعبة ، فإنّه وٌلِدَ في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة في الكعبة ولم يولد فيها أحد سواه قبلَه ولا بعدَه».
هذا النصّ ورد في كتاب (إزالة الخفاء ٢ : ١٥١ ، ط. الهند) ويتضمّن أمرين مهمّين :
* تواتر الأخبار بالولادة.
* نفيه لأيّة ولادة اُخرى غير ولادة أمير المؤمنين عليه السلام.
* وأمّا الحافظ الكنجي الشافعي (ت ٦٥٨ هـ) فقد حمل إلينا في كتابه (كفاية الطالب) الذي ذكره الچلبي في كشف الظنون ونقل عنه ابن الصباغ المالكي في فصوله المهمّة واحتجّ به ابن حجر قال :