«أخبرنا الحافظ أبو عبد الله محمّد بن محمود النجار بقراءتي عليه ببغداد ، قلت له : قرأت على الصفار بنيسابور : أخبرتني عمّتي عائشة ، أخبرنا ابن الشيرازي ، أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمّد بن عبد الل الحافظ النيسابوري قال : «ولد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب بمكّة في بيت الله الحرام ، ليلة الجمعة ، لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب ، سنة ثلاثين من عام الفيل ، ولم يولد قبلَه ولا بعدَه مولود في بيت الله الحرام سواه ، إكراماً له بذلك ، وإجلالاً لمحلّه في التعظيم» (١).
وهو أيضاً نصّ من الحاكم لا ريب فيه على أنّ الولادة تمّت في الكعبة وفيه نفي لأيّة ولادة اُخرى مزعومة كولادة حكيم.
* لشهاب الدين أبي الثناء السيّد محمود الآلوسي المفسّر ورد في شرحه لعينية العمري حينما قرأ :
أنتَ العليُّ الذي فوقَ العُلى رُفعا |
|
بِبَطْنِ مكّةَ عند البيت إذْ وُضِعا |
قال : «وفي كون الأمير ـ كرّم الله وجهه ـ وٌلِدَ في البيت ، أمر مشهور في الدنيا ، وذكر في كتب الفريقين السنّة والشيعة ... إلى قوله : ولم يشتهر وضع غيره ـ كرّم الله وجهه ـ كما اشتهر وضعه ، بل لم تتّفق الكلمة عليه.
وما أحرى بإمام الأئمّة أن يكونن وضعه فيما هو قبلة للمؤمنين ، وسبحان من يضع الأشياء في مواضعها وهو أحكم الحاكمين» (٢).
أقول : وحينما وصل إلى بيت آخر من قصيدة العمري نفسها :
وأنت أنت الذي حطّت له قَدَمٌ |
|
في موضعٍ يدَهُ الرحمنُ قَد وَضعا |
__________________
(١) كفاية الطالب : ٤٠٧ ، وانظر الغدير (للشيخ الأميني) ٦ : ٢٢.
(٢) الغدير (للشيخ الأميني) ٦ : ٢٢.