خطته القويمة فيرمي القول على عواهنه بذكر الواهيات على سبيل الجزم بها لا سيّما في كتاب (الإرشاد) الذي قصد فيه إعلاء ذكر آل محمّد صلى الله عليه وآله والتنويه بفضلهم وإمامتهم وتقدّمهم فيها ، فهل يذكر فيه إلّا ما هو مسلّم بين الفريقين أو الملأ الشيعي على الأقلّ؟!
وتبع الشيخ المفيد معاصره النسّابة ابن الصوفي (١).
مع السيّد الحميري :
وقد أوشك هذا الفصل على نهايته ، ارتأى الشيخ أن يقتطع شيئاً ممّا نظمه السيّد الحميري (ت ١٧٩ هـ) فيما يخصّ ولادة الإمام عليه السلام في الكعبة :
ولدته في حرم الإله وأمنهِ |
|
والبيت حيثُ فناؤه والمسجدُ |
بيضاءُ طاهرةُ الثياب كريمةٌ |
|
طابَتْ وطابَ وليدُها والمولدُ |
وله أبيات اُخرى منها :
طِبت كَهلاً وغُلاماً |
|
ورَضيعاً وجَنينا |
وببَطْنِ البيتِ مولُو |
|
داً وفي الرَمْلِ دَفينا (٢) |
وقد عدّ المؤلّف نظم السيّد الحميري هذا أثبت لمفاده من أسانيد متساندة. والسبب في هذا ـ كما يقول المؤلّف ـ : هو أنّ السيّد الحميري الذي كان يسير بشعره الركبان في القرن الثاني ، والذي راح ينافح الآخرين من أعداء أهل بيت الوحي عليهم السلام وحتّى تكون حجّته قويّة لابدّ له من أن يحاججهم لا بالواهيات ولا بما لا يعرفه الناس أو لا يعترفون به.
__________________
(١) انظر المجدي : ١١.
(٢) انظر المناقب (لابن شهر آشوب) ٢ : ١٧٥ ـ ١٧٦ ، وروضة الواعظين : ٩١ ، وأعيان الشيعة ١ : ٣٢٤.