والشريف الرضيّ ، (ت ٤٦ هـ) في كتابه (خصائص الأئمّة) حيث قال : «ولد عليه السلام بمكة في البيت الحرام لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب بعد عام الفيل بثلاثين سن ، واُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، وهو أوّل هاشميّ في الإسلام وُلِدَ من هاشم مرّتين ، ولا نعلم مولوداً في الكعبة غيره» (١).
كما حذا حذوهما شيخ الطائفة الطوسي ، (ت ٤٦٠ هـ) في (التهذيب) ثالث الكتب الأربعة المعوّل عليها عند الشيعة حيث قال : «ولد بمكّة في البيت الحرام يوم الجمعة ...» (٢).
وروى في (مصباح المتهجّد) تأريخ شهر الولادة ومحلّها (٣).
ومنهم أيضاً الشيخ المفيد ، (ت ٤١٣ هـ) قال في (الإرشاد) : «ولد بمكّة في البيت لاحرام يوم الجمعة ، ولم يولد قبلَه ولا بعدَه مولود في بيت الله سواه ، إكراماً له من الله جلّ اسمه له بذلك ، وإجلالاً لمحلّه في التعظيم» (٤) كما روى في مزاره وشاركه في هذا كلّ من الشهيد في مزاره وابن طاوس في مصباح الزائر ما علّمه الإمام الصادق عليه السلام لمحمّد بن مسلم حين زيارته أمير المؤمنين عليه السلام : «السلام عليك يا من وُلِدَ في الكعبة أو السلام على المولود في الكعبة» (٥).
والشيخ المفيد ـ والقول للمؤلّف ـ من عرفته الاُمّة بالنقد والتمحيص وأنّه كيف كان يردّ الأخبار لأدنى علّة في أسانيدها أو متونها أو يتردّد في مفادها ، يعرف ذلك كلّه من سبر كتبه ورسائله ومسائله ، أو هل تراه مع ذلك يعدل عن
__________________
(١) خصائص الأئمة : ٣٩.
(٢) التهذيب ٦ : ١٩ كتاب المزار.
(٣) مصباح المتهجد : ٧٤١ و ٧٥٤.
(٤) الإرشاد : ٩٠ ، والمقنعة : ٧٢ ، ومسار الشيعة : ٣٥.
(٥) انظر الإقبال : ٦٠٨ ، ومصباح الزائر : ١٠٦ ، والمزار الكبير : ٢٦٧ ، والبحار ١٠٠ : ٣٧٤.