إنّي رأيتُ نبا ما كنتُ أعرفه |
|
حقاً تَيقّنهُ قلبي بإثباتِ |
في الكتب أنزله لمّا تخيّرهُ |
|
وكنتُ أعرفُ ما في شرح توراةِ |
من فضل أحمدَ مَ ، كالبدر طلعتُهُ |
|
يزهو جمالاً على كلّ البريّاتِ |
من اُمّهُ عصمت من كلّ معضلة |
|
وصار مجتنباً رجسَ الخساراتِ |
ما زلتُ أرمقهُ من حسن بهجته |
|
كالشمس من برجها تبدي الطليعاتِ |
فإن بقيتُ إلى يوم السباق أكن |
|
نادي قريشٍ أنادي بالرسالاتِ |
كنتُ المجيب له لبيّك من كَثَبٍ |
|
أنتَ المفضّل من خير البريّاتِ |
يا خير من حملت حوّاءُ أو وضعت |
|
من أوّل الدهر في رجع الكريراتِ |
قد كنتُ أرقب هذا قبل فجوته |
|
حتّى تلمّستهُ قبضاً براحاتِ |
فاليوم أدركتُ غُنماً كنت أرقبه |
|
من عند ربّي جبّار السماواتِ |
فيالها فرحة يعتادها نجحٌ |
|
لمّا حُبِيتُ بتحبير التحيّاتِ |
فكيف ينزلُ مَن نال الرياحَ وَمَن |
|
أهدى له موهبٌ من خير خيراتِ |
ذاك النبيُّ الذي لا شكَّ منتجبٌ |
|
جبريلُ يقصدهُ بالوحي تاراتِ |
في كلّ يومٍ بوحي الله يمنحهُ |
|
يُنبيه عن برهناتٍ أو دلالاتِ |
قال : فقالت فاطمة بنت أسد : قرأيت حبراً منهم يسمع شعر الكاهن ودموعه تسحّ على خديه ، فتبعتهُ ، فقلتُ له : أقسمت عليك بدينك وسفرك وكتابك ؛ لتخبرنّي بالأمر على حقيقته ، فإنّ الحكيم لا يكتم من استنصحه نصيحة يقوي بها بصيرته.
فنظر الحبر إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله نظراً مستقصياً ، ثمّ قا ل : والله هذا غلامٌ هُمام ، آباؤه كرام ، يكفله الأعمام ، دينه الإسلام ، شريعته الصلاة والصيام ، يظلّه الغمام ، يجلى بوجهه الظلام ، من كفله رشد ، ومن أرضعه سعد ، وهو للأنام سند ، يبقى ذكره ما بقي الأبد.