وقال السيّد جعفر الأعرجيّ في «مناهل الضَرَبِ» :
وكان مولد عليّ عليه السلام ببطن الكعبة ، في يوم الجمعة ثالث عشر شهر رجب سنة ثلاثين من عام الفيل.
ولم يولد أحدٌ قبلَه ولا بعدَه ، في الكعبة.
وعلّق في الهامش بقوله :
وحيث أنّ مولد أمير المؤمنين عليه السلام كان في الكعبة ، وكانت هذه من مناقبه التي لم يسبقه إليها من الأوّلين سابقٌ ، ولا يلحقه إليها من المتأخّرين لاحقٌ ، حسده المكابر الفاسق والفاجر المنافق ، فذكر في كتابه نفياً لهذه المنقبة أسماء بعض رجالات قريش أنّهم وُلدوا في الكعبة!.
وكلّ أحدٍ يعرف كذبه ، وقد أبدى بذلك للناس نصبه ، كما صرّحنا به في كتاب «جواهر المقال في فضائل الآل» «منه عفى عنه» (١).
* * *
وقال عبّاس محمود العقّاد :
ولد عليٌّ في داخل الكعبة ، وكرّم الله وجهه عن السجود لأصنامها ، فكأنّما كان ميلاده إيذاناً بعهد جديد للكعبة وللعبادة فيها.
وكاد عليٌّ أن يولد مسلماً ، بل لقد وُلِدَ مسلماً على التحقيق إذا نحن نظرنا إلى ميلاد العقيدة والروح ، لأنّه فتح عينيه على الإسلام ، ولم يعرف قطّ عبادة الأصنام (٢).
__________________
(١) مناهل الضرب : ٨٤ ، وقد ذكره الشيخ الاُردوبادي ، إلّا أنّه لم ينقل نصّ كلامه في المتن ، وذكرناه بطوله للوقوف على نصّه ، ولما في تعليقته من التصريح ، والإحالة إلى كتابه الآخر.
(٢) عبقرية الإمام ، المجموعة الكاملة (للعقاد) ٢ : ٣٥ ، طبع بيروت ، ١٩٧٤ م.