وهو عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم ، ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وآله وأخوه ، وصهره ، وأبو سبطيه الحسن والحسين.
والإمام عليّ عليه السلام أوّل هاشميّ يولد من هاشميّين ، فقد كان بنو هاشم قد توّدوا أن يصهروا إلى اُسر اُخرى عن قريش قبل أن يتزوّج أبو طالب من بنت عمّه فاطمة بنت أسد ، والتي روتْ ، أنّه : «بينما محمّد يأكل معي ومع عمّه أبي طالب يوماً ، إذ نظر إليّ وقال :
«يا اُمّ ، مالي أراك حالكة اللون؟».
ثمّ قال لأبي طالب : «إن كانت حاملاً اُنثى فزوّجنيها».
قال أبو طالب : «إن كان ذكراً فهو لك عبدٌ ، وإن كانت اُنثى فهي لك جاريةٌ ، وزوجةٌ».
فلمّا وضعتْه في الكعبة ، جعلتْه في غشاوة ، فقال أبو طالب : لا تفتحوها حتى يجيء محمّدٌ ، فيأخذ حقّه.
فجاء محمّدٌ ، ففتح الغشاوة فأخرج منها غلاماً حسناً ، فشاله بيده وسمّاه «عليّاً W وأصلح أمره ، ثمّ إنّه لقمه لسانه فما زال يمصّه حتى نام (١).
* * *
وقال الشيخ حسين الفقيه ، في عنوان «مميّزات عليّ بن أبي طالب المسلّمة في التاريخ» :
١ ـ وُلِدَ في الكعبة ، ولم يولد أحدٌ سواه ، لا قبلَه ولا بعدَه ، وهي غحدى المزايا التي سجّلها له التاريخ والأدب.
٣٤ ـ وأخيراً فهو شهيدُ رمضان ، وشهيدُ المحراب ، وشهيدُ الصلاة ، خرج من الدنيا من المسجد ، كما دخلها في مسجد ، فارقها من أطهر مكان ، كما وفد إليها في أطهر مكان.
__________________
(١) الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، الطبعة الثانية ـ إصفهان ، ١٤١٩ هـ.