فبِبَيتِ الله كان الابتداءْ |
|
وبِبَيتِ الله كان الأنْتهاءْ |
يا وليداً موضعَ البدئِ حكى |
|
مجدَه الشامخَ بينَ العُظماءْ (١) |
* * *
وقال السيّد محمّد علي المكّي ـ وهو يتحدّث عن ذكريات شهر رمضان ـ :
وفي هذا الشهر المبارك حدث اغتيال أفضل خلق الله بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وهو الإمام عليّ عليه السلام.
ويصادف حادث اغتياله ، ووفاته لياليَ القدر من هذا الشهر.
وإذا كان شهر رمضان من أفضل الشهور والأزمنة ، فإنّ مسجد الكوفة من أقدس البقاع والأمكنة ، لأنّه أحد المساجد الأربعة التي تشدَ إليها الرحال.
فعليٌّ عليه السلام قد جمع الله له في شهادته ـ بالإضافة إلى فضائله ـ فضيلةَ الزمان وفضيلةَ المكان ، ليتمّ له التفرّدُ بالفضائل كلّها والمناقب جميعها.
كما أنّ الله سبحانه وتعالى جمع له في ولادته فضيلة الزمان والمكان.
حيث وُلِدَ في أشرف بقعةٍ من بقاع الأرض ، وهو بيتُ الله الحرام «الكعبة» وفي شهر الله الحرام وهو شهر رجب الفرد.
وكان ميلاده عليه السلام يومَ الجمعة الثالث عشر من الشهر ، لثلاثين سنة مضت على عام الفيل. وكان أوّل هاشميٍّ وُلِدَ من هاشميّين.
ولم يولد قبلَه ولا بعدَه في بيت الله الحرام بمكّة المكرّمة ، أحدٌ سواه.
وهذه فضيلةٌ مختصّةٌ به عليه السلام ذكرها علماء أهل السنّة والشيعة في كتبهم.
فبقي في الكعبة ثلاثة أيّام ضيفاً على الله ، لأنّ الضيف يبقى عند صاحب البيت وفي ضيافته ثلاثة أيّام. وكذلك كان الإمام عليه السلام.
__________________
(١) الإمام علي اللغز المحير : ٨١ و ٨٩ ، مطبعة شريعت ـ قم ، ١٤٢٢ هـ.