وشهر رجب ، كشهر رمضان ، من حيث الفضائل والمفاخر ، وفيه حوادث لم تقع في غيره من الشهور ، جعلت منه شهراً عظيماً يضاهي شهر رمضان المبارك ، وهو من الأشهر الحُرُم التي كانت مقدّسةً في الجاهلية وقدّسها الإسلام.
فأحرى بالإمام عليه السلام الذي هو مجمع الفضائل والمناقب أن يُولَدَ في شهر هو مجمع الفضائل والمناقب ، ويقتلَ في شهر هو ـ أيضاً ـ مجمع الفضائل والمناقب.
فسلامٌ على أبي الحسن عليه السلام يوم وُلِدَ في بيت الله ، ويوم استشهد في بيت الله ، وفي شهر الله ، ويوم يبعث حيّاً (١).
* * *
ومن كتاب إسلام الموسوي بعنوان : وليد الكعبة (٢)
من العجائب التي أضافت صوتاً ضارباً في التاريخ وأحداثه الفريدة التي تفتح الأعين على ما تخفيه من أسرار ، أن يصطفي الله لعبدٍ اصطفاه ، حتّى موضع مولده ، ليجمع له ـ مع طهارة مولده ـ شرف المحلّ ، محلّ الولادة ، ويخصّه بمكرمةٍ ميّزه بها منذ ساعة مولده عن سائر البشر.
هكذا كان مولد عليّ بن أبي طالب سلام الله عليه ، في البيت العتيق في الكعبة الشريفة.
__________________
(١) هدية رمضان : ٣٣ ـ ٣٧ ، الطبعة الثانية (١٩٧٩ م ـ ١٣٩٩ هـ) ، الكويت.
(٢) من كتاب «الامام علي عليه السلام سيرة وتاريخ» : ٢٠ ـ ٢٢ بقلم إسلام الموسوي من اصدارات مركز الرسالة ، سلسلة المعارف الإسلامية ، رقم ٢٣ ، الطبعة الاأُولى ـ قم ، ١٤٢٤ هـ.