أدرك في خلقته الأشبالا |
|
ثم استوى مستأسداً صوّالا |
يخطف من سرعته الرجالا |
|
فانسل في قيعانها انسلالا |
يخرق منها الصلد والإيغالا |
|
والناس يرهبون منه الحالا |
حتى أتى ابن عمّه إرسالا |
|
فتلّه يعنفه إتلالا |
كظبية ما منعت عقالا |
|
ثم انتبهت تحسين خالا |
قالت فاطمة : فقلتُ : صدقتَ والله ، يا جميل ، وبررت في قولك ، هكذا رأيتُ مما رأيتُ في الكرى ، فنبئني بتأويله.
فأنشأ يقول :
أمّا النصول فهي صِيْدٌ أربعُ |
|
ذكورُ أولادٍ حكتها الأسبعُ |
والبيضة الوقداء بنتُ تتبعُ |
|
كريمةق غرّاء لا تروّعُ |
فصاحب الماء غريبٌ مفتقدْ |
|
في لُجّةٍ ترمي شظاياها الزَبَدْ |
والطائر الأجنح ذو الغرب الزغب |
|
تقتله في الحرب عُبّاد الصلب |
والثالث المكسور ميتٌ قد دفن |
|
ينزلُ عقباً بعده طول الزمَن |
والرابع الصائل كالليث المرح |
|
يَرْفلُ في عِراصها ويقترح |
فذاك للخلق إمامٌ منتصح |
|
إذا بغاه كافر جَهراً ذُبح |
وإن لقاه بطل عنه جنح |
|
حتّى تراهم من صياصيهم بطح |
فاستشعري البُشرى فرؤياك تَصِح
قالت فاطمة : فما أن زلت مفكّرة في ذلك وتتابع حملي وولادتي لأولادي ، فلما كان في الشهر الّذي ولدت فيه عليّاً رأيتُ في منامي كأنّ عموداً حديداً انتزع من اُمّ رأسي ، ثمّ شعّ في الهواء حتّى بلغ عنان السماء ، ثمّ ردّ إليّ ، فمكث ساعة ، فانتزع من قدمي.