فقلتُ : ما هذا؟
فقيل : هذا قاتل أهل الكفر ، وصاحب ميثاق النصر ، بأسه شديد ، تجزع من خيفته الجنود ، وهو معونة الله لنبيّه ، ومؤيّده به على أعدائه ، بحبّه فاز الفائزون ، وسعد السعداء ، وهو ممثل في السماء المرفوعة ، والأرض الموضوعة ، والجبال المنصوبة ، والبحار الزاخرة ، والنجوم الزاهرة ، والشموس الضاحية ، والملائكة المسبّحة.
ثمّ هتف بي هاتفٌ يقول :
جال الصباح لدى البطحاء إذ شملت |
|
سوداً بذي خدم فرش المراقيل |
من دلج هام جرائيم جحاجحة |
|
من كلّ مدَّرعٍ بالحلم رعبيل |
من الجهاضم إذ فاقت قماقمها |
|
دوم السحاب على جنح الأثاكيل |
يا أهل مكّة لا تشقى جدودكم |
|
وأبشروا ليس صدق القيل كالقيل |
فقد أتت سودُ بالميمون فانتحجوا |
|
واجفوا الشكوك وأضغاث الأباطيل |
فقد خازن النور في أبناء مسكنه |
|
من صلب آدم في نكب الضماحيل |
إنّا لنعرفه في الكتب متّصلاً |
|
بشرح ذي جدل بالحقّ حصيل |
قال : فُولِدَ عليٌّ عليه السّلام ولرسول الله صلّى الله عليه وآله ثلاثون سنة.
فأحبّه رسول الله صلّى الله عليه وآله حبّاً شديداً ، وقال لفاطمة : يا اُمَّه! اجعلي مهد عليٍّ بجنب فراشي.
وكان صلّى الله عليه وآله يلي تربيته ، ويوجرهُ اللبن في ساعة رضاعه ، ويحرّك مهده عند نومه ، ويناغيه في يقظته ، ويحماه على صدره تارةً ، على عاتقه اُخرى ، ويتكتّفه ، ويقول : «هذا أخي ، ووليّي ، وناصري ، وسفيّي ، ووصيّي ، وذخيرتي ، وكهفي ، وصهري ، وزوج كريمتي ، وأميني على وصيّتي».