فالرويات المسندة المرفوعة عن الرسول صلّى الله عليه وآله في أمر ولادة علي عليه السّلام في الكعبة ، مأثورة مشهورة ، رواها من كبار الصحابة أمثال الصحابيّ الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري رَضِيَ اللهُ عَنْه (ت ٧٤ ه).
ورواها الأئمة من أهل البيت (الذين هم أدرى بما في البيت) عن آبائهم عليهم السّلام.
وتداول نبأ هذه الحقيقة التاصعة ، الرواة ، والمحدّثون ، والنسابة ، والمؤرخون ، والأدباء ، والمؤلّفون.
ودخل في حلبة الإعلان عنه الشعراء الموالون لعليّ وآله منذ القدم وحتى عصرنا الحاضر.
ابتهاجاً بهذه المكرمة العظيمة التي خصّ الله جلّت آلاؤه بها وليد البيت مستضيفاً له في بيته الكريم.
وأمام هذه الحقيقة الواقعة الثابتة ، وقف ذوو الحقد موقفَ العداء واللؤم ، لأنّهم أعداء الحقّ والصدق ، من الفاسدين الذين لم يستضيؤوا بنور الإسلام ، واستسلموا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبهم ، لأنّهم أشربوا حبّ الأوثان في عروقهم ، تلك التي رفضها الإسلام ، وكثرها الإمام ، ليطهّر منها مولده المقدّس المبارك.
فما كان منهم سوى المحاولات اليائسة ، للتشويه على تلك الحقيقة الراهنة الناصعة ، حيث لم يمكنهم ـ قطّ ـ إنكارها يصراحة ، خوفاً من الفضيحة ، وحذراً من أن تنكشف الأقنعة المزيفة التي تسلّلوا لها إلى المناصب والمقامات العالية بالسم الدين وخلافة الرسول وسقاية الحاج وعمارة المسجد ، وطبع المصحف وكتابته ، ودعوى اتّباع السنّة وأهليّتها!
بينما هم يقتلون أهل الإيمان والدين ، ويفتكون بعمّار المساجد ، ويحرقون المصاحف ، ويمنعون السنّة ويحرقون كتبها ويحبسون رواتها.