ومن أجل ذلك ، لجأوا إلى اُسلوب التزوير والجعل فافتعلوا ولادة اُخرى في البيت لمكرّم ، زعموا أنّها كانت قبل الإسلام ، في عصر الجاهلية ، ولشخص ومن اُمّ من غير ذوي الشأن والمقام ، في عصر ذلك الظلم والظلام.
لينتقصوا من قضية مولد الإمام ، ويجعلوه أمراً غير ذي بال حصل مثله لغيره من العوام.
غير أنّ الزيف بادٍ على تلك المزعومة ، فسريعاً ما ينكشف الغطاء ، ويذهب الزبد جفاءاً ، بعد أن حقّق العلماء بطلان تلك الدعوى ، على غرابتها وانفراد راويها ، وعدم وثاقته ، وثبوت انحرافه عن عليّ وآله ، وكون المتناقلين لها من السائرين وراء الأطماع في دوامة العبث الأموي ، والأعراض الأميريّة التي ما فتئت تحرّف وتزيف ما لعليّ عليه السّلام من الفضائل والأمجاد ، وتفتعل مثالها لذويهم من أصحاب الجلود المنفوخة من الذين لا يملكون من الصلاح والمروءة نقيراً ولا قمطيراً.
ومع أن تلك المزعومة الموضوعة لا تعادل ولا تقابل ، فضلاً أن تعارض أو تدافع حديث مولد الإمام عغلي عليه السّلام في الكعبة ، ذلك الحديث المسند المجمع على ثبوته وصحته ، والذي انبرى المسلمون عامّة ، بكلّ مذاهبهم وطوائفهم ـ ، لنقله وتثبيت ذكره وروايته ، كما تشرّف الاُدباء والشعراء بنثره في روائعهم ونظمه في قصائدهم.
فإنّ من المحجقّقين من تصدّى لتلك المزعومة المفتعلة ـ حكاية اُم حكيم وحكيم ـ بالردّ والإبطال.
ونقول : يكفي لاستبعادها والكشف عن بطلانها ما احتوت عليه من ذكر «مثبرها» وثيابها التي طرحت «لُقىً» وموضعا الذي طُهِّرَ من أدناسها!
وغير ذلك من آثار الرجس ، التي تُبَرَّؤ الكعبة الشريفة ـ حتى عند الجاهلية ـ من التقرّب إليها ، أو النسبة إليها.