فإنّ مَن أخبتَ بها لم يذكر فيها ما ذكره في ولادة أمير المؤمنين عليه السّلام من أنّها فضيلةٌ اختصّه الله بها ، ولا قال كقولهم فيه من أنّه لم يسبقه إلى مثلها أحدٌ ، ولا يلحقه فيها أحدٌ ، وما هو إلّا لما ذكرناه.
وفي كتاب (الأربعين) للشيخ أبي الفوارس ، أو أبي عبد الله محمد بن مسلم بن أبي الفوارس الرازيّ ، عن السيّد الأجلّ الأوحد جمال الدين عزّ الإسلام فخر العشيرة شرف الدين أبي محمد ، إبراهيم عليّ بن محمد العلوي الحسني (١) الموسوي بكازرون في التاسع عشر من شهر رجب ، عن الشيخ العارف ، شهريار بن تاج الدين الفارسيّ ، عن القاضي أبي القاسم ، أحمد بن ظاهر النوري (٢) ، عن أبي التحف (٣) عليّ بن إبراهيم المصريّ ، عن الأشعث بن محمد بن مرّة ، عن المثنّى بن سعيد بن الأصيل البغداديّ العطّار ، عن عبد المنعم بن الطيّب القدوري ، عن العلاء بن وَهب ، عن الوزير محمّد بن ساليق ، عن أبي جرير ، عن أبي الفتح المغازليّ ، عن أبي جعفر ميثم التمّار رضيّ الله عنه (٤) ، قال :
كنت بين يدي مولاي أمير المؤمنين عليه السّلام بالكوفة وجماعة من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله حافّون به ، كأنّهم الكواكب اللامعة في السماء الصاحية ، إذ دخل
__________________
(١) في اليقين : الحسيني.
(٢) في اليقين : أبو القاسم أحمد بن طاهر السوري.
(٣) في اليقين : أبو النجيب ، والظاهر صحّة ما في الأصل ، كما في رياض العلماء ٢ : ١٢٣ ـ ١٢٩ ، حيث قال في ترجمة الحسن بن عبد الوهاب أنّه يروي عن أبي التحف عليّ بن محمّد بن إبراهيم بن الحسن الطيب المصري الذي هو من مشايخ المرتضى والرضي ، وهو يروي عن جماعة كالأشعث بن مرّة وغيره.
(٤) السند لا يخلو من اضطراب ولكن تركناه على علّاته مع الإشارة إليه ، لعدم تعرض الكتب الرجالية المتوفرة لدينا إليه.