اشترط الثعالبي في مقدمته إيراد الجيد الجميل مما اقتبس من القرآن الكريم وأنه يورد (في هذا الكتاب من محاسنها كل ما تروق أصوله وفصوله ويفيد مسموعه ومحصوله).
أما الفرضية الثانية التي اعتمد عليها الأخ الدكتور محمود الجادر في افتراض كون البابين الأخيرين من كتاب الاقتباس مقحمين عليه ، فهي ما حمله الباب الثالث والعشرون من عنوان هو (فنون شتى مختلفة الترتيب) وأن هذا العنوان يستخدمه الثعالبي عادة في الفصول الختامية من كتبه. إن هذه الفرضية مردودة أيضا لأن الثعالبي نفسه قد استخدم عنوان هذا الباب في غير الفصول الختامية من أبواب كتاب الاقتباس من القرآن الكريم نفسه فالباب الثامن عشر الذي عنونه الثعالبي ب (ذكر الخط والكتاب والحساب) يقع في واحد وأربعين فصلا ، كان عنوان الفصل السابع والعشرين هو (في معان شتى) ومع ذلك لم يختم الثعالبي به الباب بل أورد بعده أربعة عشر فصلا.
يضاف إلى هذا كله أن الثعالبي ذكر بعد المقدمة بأنه سيذكر أبواب كتابه ليسهل للقارئ معرفته. وفعلا عرض بعد ذلك أبواب الكتاب عرضا موجزا ، ذاكرا عناوين فقراته وفصوله وعددها أحيانا ، قائلا (وإذ قد استمررت في تصديره فأنا ذاكر أبوابه ليفرد كل منهما بذاته ، وتقرب على الناظر فيه وجوه إيراده). ثم عرض الثعالبي بعد هذا القول أبواب الكتاب بما فيهما البابين الأخيرين ـ مما يرجح أن الكتاب الذي بين أيدينا يقع في خمسة وعشرين بابا حسب ما قسمّه الثعالبي.
مخطوطة كتاب الاقتباس :
لم نعثر إلّا على نسخة واحدة من كتاب الاقتباس في القرآن الكريم ، صورناها عن نسخة مصورة في مكتبة معهد المخطوطات العربية التابعة لجامعة الدول العربية. وأصل هذه المصورة عن مكتبة سليم أغا برقم ٣٨. ورقم المخطوط المصور في معهد المخطوطات العربية هو ن ٨٢٦ في ٧٧٥ / ٨٩٨. وقد وجدنا في الورقة ٥٠ والورقة ٩٠ من المخطوط ختما للسلطان سليم أغا ورد فيه :