كلّما خرج ودخل حتى كنت أقول : أن يكن عند أحد من الناس وفاء فعند هذا ، إلى أن نادى منادى ابن زياد : ألا من وجد على بن حسين ، فليأت به فقد جعلنا فيه ثلاثمائة درهم ، قال : فدخل والله علىّ وهو يبكى وجعل يربط يدى إلى عنقى! وهو يقول : أخاف! فأخرجنى والله إليهم مربوطا حتى دفعنى إليهم وأخذ ثلاثمائة درهم وأنا أنظر إليهم (١)
٨ ـ قال الطبرى قال أبو مخنف ، عن جعفر بن محمّد بن علىّ ، قال : وجد بالحسين عليهالسلام حين قتل ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وثلاثون ضربة ، قال : وجعل سنان بن أنس لا يدنو أحد من الحسين إلّا شدّ عليه مخافة أن يغلب على رأسه ، حتى أخذ رأس الحسين فدفعه إلى خولى ، قال لا وسلب الحسين ما كان عليه ، فأخذ سراويله بحر بن كعب ، وأخذ قيس بن الأشعث قطيفته وكانت من خزّ ، وكان يسمّى بعد قيس قطيفة وأخذ نعليه رجل من بنى أود يقال له الأسود ، وأخذ سيفه رجل من بنى نهشل بن دارم ، فوقع بعد ذلك إلى أهل حبيب بن بديل (٢).
٩ ـ عنه قال أبو مخنف : حدّثنى زهير بن عبد الرحمن الخثعميّ ، أن سويد بن عمرو بن أبى المطاع كان صرع فأثخن ، فوقع بين القتلى مثخنا ، فسمعهم يقولون : قتل الحسين ، فوجد افاقة ، فإذا معه سكّين وقد أخذ سيفه ، فقاتلهم بسكينه ساعة ، ثم إنه قتل ، قتله عروة بن بطار التغلبىّ ، وزيد بن رقاد الجنبىّ ، وكان آخر قتيل (٣)
١٠ ـ عنه قال أبو مخنف : حدثني سليمان بن أبى راشد ، عن حميد بن مسلم ، قال ، انتهيت إلى علىّ بن الحسين بن علىّ الأصغر وهو منبسط على فراش له ، وهو مريض ، وإذا شمر بن ذى الجوشن فى رجالة معه يقولون : ألا نقتل هذا؟ قال : فقلت : سبحان الله! أنقتل الصبيان! إنما هذا صبىّ ، قال : فما زال ذلك دأبى أدفع عنه كلّ من
__________________
(١) ترجمة الامام الحسين من الطبقات.
(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٥٣.
(٣) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٥٣.