بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
٤١ ـ باب ما جرى فى ليلة عاشوراء
١ ـ قال الصدوق : فقام الحسين عليهالسلام فى أصحابه خطيبا فقال اللهمّ انّى لا أعرف أهل بيت أبرّ ولا أزكى ولا أطهر من أهل بيتى ، ولا أصحابا هم خير من أصحابى ، وقد نزل بى ما قد ترون ، وأنتم فى حلّ من بيعتى ليست لى فى أعناقكم بيعة ، ولا لى عليكم ذمّة ، وهذا اللّيل قد غشيكم ، فاتّخذوه جملا وتفرقوا فى سواده فان القوم إنمّا يطلبونى ولو ظفروا بى لذهلوا عن طلب غيرى.
فقام إليه عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبى طالب ، فقال يا ابن رسول الله ما ذا يقول لنا الناس ان نحن خذلنا شيخنا وكبيرنا وسيّدنا وابن سيّد الاعمام وابن نبيّنا سيد الأنبياء ، لم نضرب معه بسيف ولم نقاتل معه برمح لا والله أو نرد موردك ونجعل أنفسنا دون نفسك ودماءنا دون دمائك فاذا نحن فعلنا ذلك فقد قضينا ما علينا وخرجنا ممّا لزمنا.
وقام إليه رجل يقال له زهير بن القين البجلى ، فقال يا ابن رسول الله وددت أنى قتلت ثمّ نشرت ، ثمّ قتلت ثمّ نشرت ثمّ قتلت ثم نشرت ، فيك وفى الدين معك