مائة قتله وأن الله دفع بى عنكم أهل البيت ، فقال له ولاصحابه جزيتم خيرا (١).
٢ ـ قال المفيد : فجمع الحسين عليهالسلام أصحابه عند قرب المساء ، قال علىّ بن الحسين زين العابدين عليهماالسلام فدنوت منه لا سمع ما يقول لهم ، وأنا اذ ذاك مريض ، فسمعت أبى يقول لأصحابه : أثنى على الله أحسن الثناء وأحمده على السراء والضرّاء ، اللهمّ إنّى أحمدك على أن كرّمتنا بالنبوّة ، وعلّمتنا القرآن وفقّهتنا فى الدّين وجعلت لنا أسماء وأبصارا وأفئدة فاجعلنا من الشاكرين.
أمّا بعد فانّى لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابى ، ولا أهل بيت أبّر ولا أوصل من أهل بيتى ، فجزاكم الله عنّى خيرا ألا وانّى لا أظنّ يوما لنا من هؤلاء إلّا وانّى قد أذنت لكم ، فانطلقوا جميعا فى حلّ ليس عليكم منّى ذمام ، هذا اللّيل قد غشيكم ، فاتّخذوه جملا ، فقال له اخوته وابناؤه وبنوا أخيه وابنا عبد الله ابن جعفر لم نفعل ذلك لنبقى بعدك لا أرانا الله ذلك أبدا ، بدأهم بهذا القول العبّاس ابن على عليهماالسلام واتّبعه الجماعة عليه فتكلّموا بمثله ونحوه.
فقال الحسين عليهالسلام يا بنى عقيل حسبكم من القتل بمسلم فاذهبوا أنتم فقد أذنت لكم ، قالوا سبحان الله فما يقول الناس يقولون : إنّا تركنا شيخنا وسيّدنا وبنى عمومتنا خير الأعمام ، ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن معهم برمح ، ولم نضرب معهم بسيف ، ولا ندرى ما صنعوا لا والله ما نفعل ، ولكن نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلينا ونقاتل معك حتّى نرد موردك فقبح الله العيش بعدك وقام إليه مسلم بن عوسجة.
فقال أنحن نخلّى عنك وبما نعتذر إلى الله فى أداء حقّك ، أما والله حتّى أطعن
__________________
(١) أمالى الصدوق ٩٥.