فى صدورهم برمحى وأضربهم بسيفى ما ثبت قائمه فى يدى ولو لم يكن معى سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله انّا قد حفظنا غيبة رسوله فيك ، أما والله لو قد علمت أنّى اقتل نمّ أحيى ثمّ أحرق ثمّ أحيى ثمّ اذرى يفعل ذلك بى سبعين مرّة ما فارقتك حتّى ألقى حمامى دونك ، وكيف لا أفعل ذلك وإنمّا هى فتلة واحدة ثمّ هى الكرامة الّتي لا انقضاء لها أبدا ، وقام زهير ابن القين رحمة الله عليه.
فقال والله لوددت انّى قتلت ثمّ نشرت ثمّ قتلت حتّى اقتل هكذا ألف مرّة ، وانّ الله عزوجل يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء ، الفتيان من أهل بيتك ، وتكلّم جماعة من أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضا فى وجه واحد فجزاهم الحسين عليهالسلام خيرا وانصرف الى مضربه.
قال علىّ بن الحسين عليهماالسلام : انّى جالس فى تلك العشية التي قتل أبى فى صبيحتها وعندى عمّتى زينب تمرّضنى إذ اعتزل أبى فى خباء له وعنده جون مولى أبى ذر الغفّارى وهو يعالج سيفه ويصلحه وأبى يقول :
يا دهر افّ لك من خليل |
|
كم لك بالاشراق والأصيل |
من صاحب أو طالب قتيل |
|
والدهر لا يقنع بالبديل |
وإنمّا الأمر إلى الجليل |
|
وكلّ حىّ سالك سبيل |
فاعادها مرّتين أو ثلثا حتّى فهمتها وعرفت ما أراد ، فخنقتنى العبرة ، فرددتها ولزمت السكوت وعلمت أنّ البلاء قد نزل ، وأمّا عمّتى ، فانّها سمعت ما سمعت وهى امرأة ومن شان النساء الرقّة والجزع ، فلم تملك نفسها أن وثبت تجرّ ثوبها وإنّها لحاسرة حتّى انتهت إليه فقالت وا ثكلاه ليت الموت أعد منى الحياة ، اليوم ماتت امّى فاطمة وأبى علىّ وأخى الحسن عليهمالسلام يا خليفة الماضين وثمال