٤٢ ـ باب ما جرى فى يوم عاشوراء
١ ـ قال الصدوق : انّ الحسين عليهالسلام أمر بحفيرة فحفرت حول عسكره شبه الخندق وأمر فحشيت حطبا وأرسل عليّا ابنه عليهالسلام فى ثلثين فارسا وعشرين راجلا ليستقوا الماء وهم على وجل شديد ، وأنشأ الحسين عليهالسلام يقول :
يا دهر أف لك من خليل |
|
كم لك فى الاشراق والأصيل |
من صاحب وما جد قتيل |
|
والدهر لا يقنع بالبديل |
وإنمّا الأمر الى الجليل |
|
وكلّ حىّ سالك السبيل |
ثمّ قال لأصحابه : قوموا فاشربوا من الماء يكن آخر زادكم وتوضئوا واغتسلوا واغسلوا ثيابكم ، لتكون اكفانكم ، ثمّ صلى بهم الفجر ، وعبأهم تعبية الحرب وأمر بحفيرته التي حول عسكره فاضرمت بالنار ، ليقاتل القوم من وجه واحد وأقبل رجل من عسكر عمر بن سعد على فرس له يقال له ابن أبى جويرية المزنى فلمّا نظر الى النار تتقد صفق بيده ونادى يا حسين وأصحاب حسين ابشروا بالنار فقد تعجلتموها فى الدنيا.
فقال الحسين عليهالسلام : من الرجل فقيل ابن أبى جويرية المزنى ، فقال الحسين عليهالسلام : اللهمّ أذقه عذاب النار فى الدنيا فنفر به فرسه وألقاه فى تلك النار ، فاحترق ، ثمّ برز من عسكر عمر بن سعد رجل آخر يقال له تميم بن الحصين الفزارى ، فنادى يا حسين ويا أصحاب حسين أما ترون الى ماء الفرات يلوح كأنّه بطون الحيات والله لاذقتم منه قطرة حتّى الموت جرعا.