ما ذا تنتظرون بالرجل؟ اقتلوه ثكلتكم أمّهاتكم! فحملوا عليه من كلّ جانب ، فضرب زرعة بن شريك التميمىّ على كتفه اليسرى ، وضرب أيضا على عاتقه ، ثمّ انصرفوا عنه وهو يقوم ويكبو ، وحمل عليه فى تلك الحال سنان بن أنس النّخعىّ فطعنه بالرمح وقال لخولى بن يزيد الأصبحى احتزّ رأسه فأراد أن يفعل فضعف وارعد ، فقال له سنان : فت الله عضدك ونزل إليه فذبحه واحتزّ رأسه فدفعه الى خولى (١).
٢٦ ـ باب احراق الخيام ونهب الاموال
١ ـ الشيخ أبو عبد الله المفيد قال حميد بن مسلم فو الله لقد كنت أرى المرأة من نسائه وبناته واهله تنازع ثوبها عن ظهرها حتّى تغلب عليه فتذهب به منها ، ثمّ انتهينا الى علىّ بن الحسين عليهماالسلام وهو منبسط على فراش وهو شديد المرض ومع شمر جماعة من الرّجالة فقالوا له الا تقتل هذا العليل فقلت سبحان الله أيقتل الصّبيان إنمّا هذا صبىّ وانّه لما به فلم أزل حتّى دفعتهم عنه ، وجاء عمر بن سعد فصاح النّساء فى وجهه وبكين.
فقال لأصحابه لا يدخل أحد منكم بيوت هؤلاء النّسوة ولا تتعرّضوا لهذا الغلام المريض وسألته النّسوة ليسترجع ما أخذ منهنّ ليسترن به ، فقال من أخذ من متاعهنّ شيئا فليردّه عليهنّ فو الله ما ردّ أحد منهم شيئا ، فوكّل بالفسطاط وبيوت النّساء وعلىّ بن الحسين عليهماالسلام جماعة ممّن كانوا معه ، وقال احفظوهم لئلّا يخرج منهم أحد ولا تسؤنّ إليهم ثمّ عاد الى مضربه فنادى فى أصحابه من ينتدب للحسين فيوطئه فرسه فانتدب عشرة منهم إسحاق بن حيوة وأخنس بن مرثد فداسوا
__________________
(١) كامل التواريخ : ٤ / ٧٦.