٣٧ ـ عنه قال أبو مخنف حدّثنى نمير بن وعلة ، عن رجل من بنى عبد ، من همدان يقال له ربيع بن تميم شهد ذلك اليوم ، قال : لما رأيته مقبلا عرفته وقد شاهدته فى المغازى ، وكان أشجع الناس ، فقلت : أيّها الناس ، هذا الأسد الأسود ، هذا ابن أبى شبيب ، لا يخرجنّ إليه أحد منكم ، فأخذ ينادى : ألا رجل لرجل! فقال عمر بن سعد : ارضخوه بالحجارة ، قال : فرمى بالحجارة من كلّ جانب فلمّا رأى ذلك ألقى درعه ومغفره ، ثمّ شدّ على الناس ، فو الله لرأيته يكرد أكثر من مأتين من الناس ، ثمّ إنّهم تعطّفوا عليه من كلّ جانب فقتل.
قال : فرأيت رأسه فى أيدى رجال ذوى عدّة ، هذا يقول : أنا قتلته ، وهذا يقول : أنا قتلته ، فأتوا عمر بن سعد فقال : لا تختصموا ، هذا لم يقتله انسان واحد ، ففرّق بينهم بهذا القول (١).
٨ ـ شهادة يزيد بن الحصين
٣٨ ـ قال الفتال : فبلغ العطش من الحسين عليهالسلام وأصحابه فدخل عليه رجل من شيعته يقال له يزيد بن الحصين الهمدانيّ ، فقال : يا ابن رسول الله أتأذن لى أن أخرج إليهم فأكلّمهم ، فاذن له فخرج إليهم فقال : يا معشر الناس إنّ الله عزوجل بعث محمّدا صلىاللهعليهوآله بالحقّ بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا ، وهذا ماء الفرات يقع فيه خنازير السواد ، وكلابها وقد حيل بينه وبين ابنه فقالوا يا يزيد فقد اكثرت الكلام فاكفف عنّا فو الله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله فقال الحسين عليهالسلام : اقعد يا يزيد (٢)
__________________
(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٤.
(٢) روضة الواعظين : ١٥٩.