ذلك بزمان أتاه سهم غرب ، وهو واقف فى قتال ففلق قلبه ، فمات (١)
١١ ـ قال المقرّم : لما قتل أبو عبد الله الحسين عليهالسلام مال الناس على ثقله ومتاعه وانتهبوا ما فى الخيام وأضرموا النار فيها وتسابق القوم على سلب حرائر الرسول صلىاللهعليهوآله ففررن بنات الزهراء عليهماالسلام حواسر مسلبات باكيات وان المرأة لتسلب مقنعتها من رأسها وخاتمها من إصبعها وقرطها من أذنها والخلخال من رجلها وأخذ رجل قرطين ، لأم كلثوم وخزم أذنها وجاء آخر إلى فاطمة ابنة الحسين فانتزع خلخالها وهو يبكى.
قالت له : مالك؟ فقال : كيف لا ابكى وانا أسلب ابنة رسول الله قالت له : دعنى قال : أخاف ان يأخذه غيرى. ورأت رجلا يسوق النساء بكعب رمحه وهنّ يلذن بعضهنّ ببعض وقد اخذ ما عليهن من أخمرة وأسورة ولما بصر بها قصدها ففرت منه فاتبعها رمحه فسقطت لوجهها مغشيا عليها ولما أفاقت رأت عمتها أمّ كلثوم عند رأسها تبكى.
نظرت امرأة من آل بكر بن وائل كانت مع زوجها إلى بنات رسول الله بهذا الحال فصاحت يا آل بكر بن وائل أتسلب بنات رسول الله صلىاللهعليهوآله لا حكم إلا لله يا لثارات رسول الله صلىاللهعليهوآله فردها زوجها إلى رحله ، وانتهى القوم إلى على بن الحسين وهو مريض على فراشه لا يستطيع النهوض فقائل يقول لا تدعوا منهم صغيرا ولا كبيرا وآخر يقول لا تعجلوا حتى نستشير الأمير عمر بن سعد ، وجرّد الشمر سيفه يريد قتله.
فقال له حميد بن مسلم : يا سبحان الله أتقتل الصبيان إنما هو صبىّ مريض ، فقال : إن ابن زياد أمر بقتل أولاد الحسين وبالغ ابن سعد فى منعه خصوصا لما سمع العقيلة زينب ابنة أمير المؤمنين تقول : لا يقتل حتى أقتل دونه فكفّوا عنه.
__________________
(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٥٤.