على جند لك مجنّد ، فقال له قيس بن الأشعث ما ندري ما تقول ولكن انزل على حكم بنى عمّك فانّهم لم يروك إلّا ما تحبّ فقال له الحسين عليهالسلام : لا والله لا أعطيكم بيدى إعطاء الذليل ولا افرّ فرار العبيد ، ثمّ نادى يا عباد الله (إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ) أعوذ (بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ) ثمّ انّه اناخ راحلته وأمر عقبة بن سمعان فعقلها فأقبلوا يزحفون نحوه (١).
٣ ـ قال الطبرسى : أصبح عليهالسلام وعبّاء أصحابه بعد صلاة الغداة وكان معه اثنان وثلاثون فارسا وأربعون راجلا فجعل زهير بن القين فى ميمنة أصحابه ، وحبيب بن مظهّر فى ميسرة أصحابه ، وأعطى الراية العبّاس أخاه ، وجعل البيوت فى ظهورهم وأمر بحطب وقصب كان من وراء البيوت أن يترك فى خندق كان هناك قد حضروه أن يحرق بالنار مخافة أن يأتوهم من ورائهم.
أصبح عمر بن سعد فى ذلك اليوم وهو يوم الجمعة وقيل : يوم السبت فعبّأ أصحابه فجعل على ميمنته عمرو بن الحجّاج ، وعلى ميسرته شمر بن ذى الجوشن ، وعلى الخيل عروة بن قيس ، وعلى الرجالة شبث بن ربعى ، ونادى شمر ـ لعنه الله ـ بأعلى صوته ـ يا حسين تعجّلت بالنار قبل يوم القيامة فقال : يا ابن راعية المعزى أنت أولى بها صليّا ، ورام مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم.
فمنعه الحسين عليهالسلام من ذلك ، فقال له : دعنى حتّى أرميه فانّ الفاسق من عظماء الجبّارين ، وقد أمكن الله منه فقال : أكره أن أبدأهم ، ثمّ دعا الحسين عليهالسلام براحلته فركبها ونادى بأعلى صوته وكلّهم يسمعونه فقال : أيّها النّاس اسمعوا قولى ولا تعجلوا حتّى أعظكم بما يحقّ عليكم ، وحتّى أعذر إليكم فإن أعطيتمونى النصف كنتم بذلك أسعد وان لم تعطونى النصف من أنفسكم ، فاجمعوا رأيكم ثمّ لا يكن
__________________
(١) الارشاد : ٢١٦.