أيضا تصريح بالرسالة ، وبأن الكلام الذي تسمعونه وحي من جانب الله.
القول العاشر : من الباب الثالث والعشرين من إنجيل متّى قول المسيح عليهالسلام في خطاب تلاميذه هكذا : «ولا تدعوا لكم أبا على الأرض لأن أباكم واحد الذي في السموات ١٠ ولا تدعوا معلمين لأن معلمكم واحد المسيح». فهنا أيضا صرّح بأن الله واحد وأني معلم لكم.
القول الحادي عشر : في الباب السادس والعشرين من إنجيل متّى هكذا : «٣٦ حينئذ جاء معهم يسوع إلى ضيعة يقال لها جشيماني فقال للتلاميذ اجلسوا هاهنا حتى أمضي وأصلي هناك ٣٧ ثم أخذ معه بطرس وابني زبدى وابتدأ يحزن ويكتئب ٣٨ فقال لهم نفسي حزينة جدا حتى الموت امكثوا هاهنا واسهروا معي ٣٩ ثم تقدم قليلا وخرّ على وجهه وكان يصلي قائلا يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس الا أشربها فلتكن مشيئتك ٤٣ ثم جاء إلخ ٤٤ فتركهم ومضى أيضا وصلّى ثالثة قائلا ذلك الكلام بعينه». فأقواله وأحواله المندرجة في هذه العبارات ، تدلّ على عبوديته ونفي ألوهيته. أيحزن ويكتئب الإله ، ويموت ويصلي لإله آخر ، ويدعو بغاية التضرع؟ لا والله. ولما جاء جنابه الشريف إلى العالم وتجسد ليخلص العالم بدمه الكريم من عذاب الجحيم ، فما معنى الحزن والاكتئاب وما معنى الدعاء بأن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس؟
القول الثاني عشر : كان من عادته الشريفة أنه إذا عبّر عن نفسه كان يعبّر بابن الإنسان غالبا ، كما لا يخفى على ناظر هذا الإنجيل المروج أيضا مثلا في الآية ٢٠ باب ٨ ، و ٦ باب ٩ ، و ١٣ و ٢٧ باب ١٦ ، و ٩ و ١٢ و ٢٢ باب ١٧ ، و ١١ باب ١٨ ، و ٢٨ باب ٢٠ ، و ٢٧ باب ٢٤ و ٢٤ و ٤٥ و ٦٤ باب ٢٦ من إنجيل متّى ، وهكذا في غيره وظاهر أن ابن الإنسان لا يكون إلا إنسانا.