السماء أيضا ، وجعل جميع الأشياء تحت سلطانك ، فأنت هو الرأس من الذهب ٣٩ وبعدك تقوم مملكة أخرى أصغر منك من فضة ، ومملكة ثالثة أخرى من نحاس وتتسلط على جميع الأرض ٤٠ والمملكة الرابعة تكون مثل الحديد ، كما أن الحديد يسحق ويغلب الجميع ، هكذا هي تسحق وتكسر جميع هذه ٤١ أما فيما رأيت قسم القدمين وأصابعهما من الخزف الفاخوري ، وقسما من حديد ، تكون المملكة مفترقة ، وإن كان يخرج من نصبة الحديد حسبما رأيت الحديد مختلطا بالخزف من طين ٤٢ وأصابع القدمين قسم من حديد وقسم من خزف ، فتكون المملكة بقسم صلبة وبقسم مسحوقة ٤٣ فيما رأيت الحديد مختلطا بالخزف من طين انهم يختلطون بزرع بشري ، بل لا يتلاصقون مثل ما ليس بممكن أن يمتزج الحديد بالخزف ٤٤ فأما في أيام تلك الممالك يبعث إله السماء مملكة وهي لن تنقضي قط ، ملكها لا يعطى لشعب آخر ، وهي تسحق وتفني جميع هذه الممالك أجمعين ، وهي تثبت إلى الأبد ٤٥ وكما رأيت أن من جبل انقطع حجر لا بيدين وسحق الخزف والحديد والنحاس والفضة والذهب ، فالإله العظيم أظهر للملك ما سيأتي من بعد. والحلم هو حقيقي وتفسيره صحيح». فالمراد بالمملكة الأولى سلطنة بختنصر ، وبالمملكة الثانية سلطنة الماديين الذين تسلطوا بعد قتل بلشاصر بن بختنصر ، كما هو مصرّح به في الباب الخامس من الكتاب المذكور ، وسلطنتهم كانت ضعيفة بالنسبة إلى سلطنة الكلدانيين. والمراد بالمملكة الثالثة سلطنة الكيانيين ، لأن قورش ملك إيران الذي هو بزعم القسيسين كيخسرو تسلط على بابل قبل ميلاد المسيح بخمسمائة وست وثلاثين سنة ، ولما كان الكيانيون على السلطنة القاهرة ، فكأنهم كانوا متسلطين على جميع الأرض. والمراد بالمملكة الرابعة سلطنة اسكندر بن فيلبوس الرومي الذي تسلط على ديار فارس قبل ميلاد المسيح بثلاثمائة وثلاثين سنة. فهذا السلطان كان في القوة بمنزلة الحديد ، ثم جعل هذا السلطان سلطنة فارس منقسمة على طوائف الملوك فبقيت هذه السلطنة ضعيفة إلى ظهور الساسانيين ، ثم صارت قوية بعد ظهورهم ، فكانت ضعيفة تارة وقوية تارة. وتولد في عهد أنوشروان محمد بن عبد الله صلىاللهعليهوسلم وأعطاه السلطنة الظاهرية والباطنية. وقد تسلط متبعوه في مدة قليلة شرقا وغربا ، وعلى جميع ديار فارس التي كانت هذه الرؤيا وتفسيرها متعلقين بها. فهذه هي السلطنة الأبدية التي لا تنقضي ، وملكها لا يعطى لشعب آخر ، وسيظهر كمالها عن قريب في زمان الإمام الهمام المهدي رضي الله عنه. لكن الوهن والضعف يقع قبل ظهوره بمدة قليلة ، كما يشاهد بعض علاماته الآن ثم يزول بظهوره ، ويكون الدين كله لله. فهذا الحجر الذي انقطع لا بيدين من جبل وسحق الخزف والحديد والنحاس والفضة والذهب وصار جبلا عظيما وملأ الأرض بأسرها هو محمد صلىاللهعليهوسلم.
البشارة الثانية عشر : نقل يهوذا الحواري في رسالته الخبر الذي تكلم به أخنوخ الرسول