رحبت حزنا وهما. فالعجب من لوط ، أعوذ بالله من هذه الخرافات. وأقول أن هذه القصة الكاذبة من المفتريات. في الباب الثاني من الرسالة الثانية لبطرس هكذا : «٧ وأنقذ لوطا البار مغلوبا من سيرة الأردياء في الدعارة ٨ إذا كان البار بالنظر والسمع وهو الساكن بينهم يعذب يوما فيوما نفسه البارة بالأفعال الأثيمة». فأطلق بطرس لفظ البار على لوط عليهالسلام ومدحه. فأنا أشهد أيضا أنه كان بارا بريا مما نسبوه إليه.
٨ ـ في الباب السادس والعشرين من سفر التكوين هكذا : «٦ فمكث إسحاق في جرارة ٧ وسأله رجال ذلك الموضع عن زوجته ، فقال : هي أختي. لأنه خاف أن يقول أنها زوجته لئلا يقتلوه من أجل حسنها». فكذب إسحاق عمدا أيضا مثل أبيه وقال لزوجته أنها أخته. في الصفحة ١٦٨ من طريق الأولياء : «زل إيمان إسحاق ، لأنه قال لزوجته أنها أخته». ثم في الصفحة ١٦٩ : «يا أسفي أنه لا يوجد كمال في أحد من بني آدم غير الواحد العديم النظير. والعجب أن شبكة الشيطان التي وقع فيها إبراهيم وقع فيها إسحاق أيضا ، وقال عن زوجته أنها أخته. فيا أسفي أن أمثال هؤلاء المقربين عند الله محتاجون إلى الوعظ». انتهى كلامه. ولما تأسف القسيسون تأسفا بليغا على مزلّة إيمانه وعدم وجود كمال فيه ووقوعه في شبكة الشيطان التي وقع فيها إبراهيم عليهالسلام وكونه محتاجا إلى الوعظ ، فلا نطيل الكلام فيه.
٩ ـ في الباب الخامس والعشرين من سفر التكوين هكذا : «٢٩ فطبخ يعقوب طبيخا ولما جاء عيسو إليه تعبان من الحقل ٣٠ فقال له أطعمني من هذا الطبيخ الأحمر فإني تعبان جدا ، ولهذا السبب دعي اسمه أدوم ٣١ فقال له يعقوب بع لي بكوريتك ٣٢ فأجاب وقال هوذا أنا أموت ، فما ذا تنفعني البكورية ٣٣ فقال له يعقوب احلف لي ، فحلف له عيسو ، وباع البكورية ٣٤ فقدّم يعقوب لعيسو خبزا ومأكولا من العدس ، فأكل وشرب ومضى ، وتهاون في أنه باع البكورية». فانظروا إلى ديانة عيسو الذي هو الولد الأكبر لإسحاق عليهالسلام أنه باع البكورية التي كان بها استحقاق منصب النبوّة والبركة بالخبز ومأكول من العدس. لعلّ النبوّة والبركة عنده ما كانا في رتبة هذا الخبز والادام من العدس. وكذا انظروا إلى محبة يعقوب عليهالسلام وإلى وجوده ، أنه ما أعطى للأخ الأكبر الجائع التعبان هذا المأكول إلا بالبيع ، وما راعى المحبة الأخوية والإحسان بلا عوض.
١٠ ـ من طالع الباب السابع والعشرين من سفر التكوين ، علم يقينا أن يعقوب عليهالسلام كذب ثلاث مرات ، وخادع أباه. وخداعه ، كما أثر عند إسحاق عليهالسلام ، أثر عند الله أيضا. لأن إسحاق عليهالسلام كان بصميم قلبه واعتقاده داعيا لعيسو لا ليعقوب عليهالسلام. فكما لم يميّز إسحاق بين الأخوين في الدعاء ، فكذا لم يميّز الله بينهما عند إجابة