بلها ٣٠ فدخل على راحيل وأحبها أكثر من ليا ، وتعبّد له وخدمه سبع سنين أخرى». ويرد عليه ثلاثة اعتراضات : الأول ، ان يعقوب عليهالسلام كان يقيم في بيت لابان ، وكان يرى ليا علامة بينة هي استرخاء العينين. فالعجب كل العجب أن تكون ليا في فراشه جميع الليل ويراها ويضاجعها ويلمسها ولا يعرفها إلا أن يقولوا أنه كان سكرانا كلوط عليهالسلام ، فكما لم يميّز لوط عليهالسلام ، فكذا هو. والثاني ، انه أحبّ راحيل وخدم لأجلها أباها أولا سبع سنين ، وكانت عنده مثل أيام قليلة لأجل عشقها وفرط محبتها. ثم لما خادع لابان وزوجه بنته الكبرى خاصمه يعقوب وأخذ راحيل بخدمة سبع سنين أخرى. وهذه الأمور على زعم المسيحيين لا تناسب رتبة النبوة. وكما خادع يعقوب أباه خودع من صهره. والثالث ، انه ما اكتفى على زوجة واحدة ، ولا يجوز نكاح امرأتين سيما أختين على زعم المفاسد. واعتذر صاحب طريق الأولياء في الصفحة ١٨٩ من كتابه هكذا : «الظاهر أن يعقوب لم يخادعه لابان لم يتزوج غير راحيل. ولا يستدل بها على جواز تعدد الزوجات ، لأنه ما كان بحكم الله ولا برضا يعقوب». انتهى. أقول هذا العذر بارد لا يسمن ولا يغني ، ولا يحصل النجاة ليعقوب عليهالسلام عن الحرمة. لأنه ما كان مكرها ومجبورا على النكاح الثاني. وكان عليه أن يكتفي بزوجة واحدة. وأقول ، كما قال هذا المعتذر في طعن إبراهيم عليهالسلام ، أن يعقوب عليهالسلام كان يعلم جيدا قول المسيح المكتوب في الإنجيل الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وأنثى إلخ ، وكذا كان يعلم جيدا قول موسى عليهالسلام أن الجمع بين الأختين حرام قطعا ، كما علمت في الباب الثالث. فأحد النكاحين باطل. والامرأة التي كان نكاحها باطلا يلزم أن يكون أولادها وأولاد أولادها أولاد زنا. فيلزم على كلا التقديرين كون كثير من الأنبياء الإسرائيلية كذلك ، والعياذ بالله. فانظروا إلى ديانة المسيحيين ، انهم لأجل صيانة أصولهم الفاسدة ، كيف يتهمون الأنبياء وينسبون القبائح إليهم. على أن هذا العذر الأعرج لا يمشي في زلفا وبلها اللتين تزوّجهما يعقوب بإشارة ليا وراحيل ، كما هو مصرح به في الباب الثلاثين من سفر التكوين ، وأولادهما كافة تكون أولاد الزنا على أصولهم.
١٢ ـ في الباب الحادي والثلاثين من سفر التكوين هكذا : «١٩ وقد كان لابان ذهب ليجز غنمه ، وراحيل سرقت أصنام أبيها ٢٠ فكتم يعقوب عليهالسلام أمره عن حميه ، ولم يعلمه أنه هارب ٢١ وهرب هو وجميع ما كان له ، وعبر النهر ، وتوجه نحو جبل جلعاد ٢٢ وبلغ لابان في اليوم الثالث أن يعقوب قد هرب ٢٣ فأخذ لابان إخوته وتبعه مسيرة سبعة أيام ولحقه في جبل جلعاد ٢٩ وقال ليعقوب لما ذا فعلت وسقت بناتي خفيا عني مثل من قد سبى بالسيف ٣٠ والآن قد انطلقت ، وإنما حملك على ذلك الشهوة أن تمضي إلى بيت أبيك ، فلم سرقت آلهتي ٣١ أجاب يعقوب إلخ ٣٢ واما ما توبخني به في سرقته ، فمن وجدت عنده آلهتك يقتل