في سنة ١٧٨ وهب پولي تس الذي كان في سنة ٢٢٠ ونويتس برسپتر اليوم الذي كان في سنة ٢٥١. وقال ترتولين برسپتر كارتهيج الذي كان في سنة ٢٠٠ : إنها رسالة برنياوكيس برسپتر الروم الذي كان في سنة ٢١٢ عدّ رسائل بولس ثلاث عشرة. ولم يعدّ هذه الرسالة وسائي پرن بشب كارتهيج الذي كان في سنة ٢٤٨ ولم يذكر هذه الرسالة. والكنيسة السريانية إلى الآن لا تسلّم الرسالة الثانية لبطرس والرسالة الثانية والثالثة ليوحنّا. وقال إسكالجر : من كتب الرسالة الثانية لبطرس فقد ضيّع وقته. وقال يوسي بيس في الباب الثالث والعشرين من الكتاب الثاني من تاريخه في حقّ رسالة يعقوب : «ظن ان هذه الرسالة جعليّة لكن كثيرا من القدماء ذكروها. وكذا ظن في حقّ رسالة يهودا لكنها تستعمل في كثير من الكنائس». انتهى. وفي تاريخ البيبل المطبوع سنة ١٨٥٠ قال كروتيس : «هذه الرسالة رسالة يهودا الأسقف الذي كان خامس عشر من أساقفة أورشليم في عهد سلطنة إيدرين». انتهى. وكتب يوسي بيس في الباب الخامس والعشرين من الكتاب السادس من تاريخه : «قال أرجن من المجلد الخامس من شرح إنجيل يوحنّا : إن بولس ما كتب شيئا إلى جميع الكنائس ، والذي كتبه إلى بعضها فسطران أو أربعة سطور». انتهى. فعلى قول أرجن الرسائل المنسوبة إلى بولس ليست من تصنيفه ، بل هي جعليّة ، نسبت إليه. ولعلّ مقدار سطرين أو أربعة سطور يوجد في بعضها من كلام بولس أيضا. وإذا تأملت في الأقوال المذكورة ظهر لك أن ما قال فاستس : «إن هذا العهد الجديد ما صنّفه المسيح ولا الحواريون بل صنّفه رجل مجهول الاسم ونسب إلى الحواريين ورفقائهم» حقّ لا ريب فيه ، ولقد أصاب في هذا الأمر.
وقد عرفت في الفصل الأول أن الرسائل الستّ وكتاب المشاهدات كانت مشكوكة مردودة إلى سنة ٣٦٣ وما سلّمها محفل نائس الذي كان انعقد في سنة ٣٢٥ ، ثم قبلت الرسائل الستّ في محفل لوديسيا في سنة ٣٦٤ ، وبقي كتاب المشاهدات مشكوكا مردودا في هذا المحفل أيضا. فقبل في محفل كارتهيج في سنة ٣٩٧. وقبول هذين المحفلين ليس حجّة. أما أولا : فلأن علماء المحافل الستّة كلها سلّموا كتاب يهوديت ، وأن علماء محفل لوديسيا سلّموا عشر آيات من الباب العاشر وستّة أبواب بعد الباب العاشر من كتاب أستير ، وأن علماء محفل كارتهيج سلّموا كتاب وزدم وكتاب طوبيا وكتاب باروخ وكتاب إيكليزياستيكس وكتاب المقابيين ، وسلّم حكمهم في هذه الكتب علماء المحافل الثلاثة اللّاحقة. فلو كان حكمهم بدليل وبرهان لزم تسليم الكلّ ، وإن كان بلا برهان ، كما هو الحق يلزم ردّ الكلّ. فالعجب أن فرقة بروتستنت تسلّم حكمهم في الرسائل الستّ وكتاب المشاهدات وتردّه في غيرها ، سيما في كتاب يهوديت الذي اتّفق على تسليمه المحافل الستّة ، ولا يتمشّى عذرهم الأعرج بالنسبة إلى الكتب المردودة عندهم ، غير كتاب أستير ، بأن أصولها فقدت ،