الصحيحة الواضحة الجلية ، كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه وعلي وأهل بيته وذريته رضي الله عنهم أجمعين.
وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال في خطبته بغدير خم : «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، وإنهما لم يفترقا حتى يردا على الحوض» (١) وقال الإمام أحمد (٢) : حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله إن قريشا إذا لقي بعضهم بعضا لقوهم ببشر حسن ، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها ، قال : فغضب النبيصلىاللهعليهوسلم غضبا شديدا وقال «والذي نفسي بيده لا يدخل قلب الرجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله».
ثم قال أحمد (٣) : حدثنا جرير عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث عن عبد المطلب بن ربيعة ، قال : دخل العباس رضي الله عنه على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : إنا لنخرج فنرى قريشا تحدث ، فإذا رأونا سكتوا ، فغضب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ودر عرق بين عينيه ثم قال صلىاللهعليهوسلم : «والله لا يدخل قلب امرئ مسلم إيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي» ، وقال البخاري : حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، حدثنا خالد ، حدثنا شعبة عن واقد قال : سمعت أبي يحدث عن ابن عمر رضي الله عنهما عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : ارقبوا محمدا صلىاللهعليهوسلم في أهل بيته (٤). وفي الصحيح أن الصديق رضي الله عنه قال لعلي رضي الله عنه : والله لقرابة رسول اللهصلىاللهعليهوسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي (٥) ، وقال عمر بن الخطاب للعباس رضي الله عنهما والله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم ، لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم من إسلام الخطاب. فحال الشيخين رضي الله عنهما هو الواجب على كل أحد أن يكون كذلك ، ولهذا كانا أفضل المؤمنين بعد النبيين والمرسلين رضي الله عنهما وعن سائر الصحابة أجمعين.
وقال الإمام أحمد (٦) رحمهالله : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أبي حيان التيمي ، حدثني يزيد بن حيان قال : انطلقت أنا وحصين بن ميسرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم رضي الله عنه ، فلما جلسنا إليه قال حصين : لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا ، رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت معه ، لقد رأيت يا زيد خيرا كثيرا ، حدثنا يا زيد ما سمعت من
__________________
(١) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة حديث ٣٦ ، ٣٧ ، والدارمي في فضائل القرآن باب ١.
(٢) المسند ١ / ٢٠٧.
(٣) المسند ١ / ٢٠٧ ، ٢٠٨.
(٤) أخرجه البخاري في فضائل الصحابة باب ١٢ ، ٢٢ ، ومسلم في الإيمان حديث ٢٠٥.
(٥) أخرجه البخاري في المغازي باب ٣٨.
(٦) المسند ٤ / ٢٦٦ ، ٢٦٧.