وقال الإمام أحمد (١) : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا مالك عن ضمرة بن سعيد عن عبيد الله بن عبد الله أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي : ما كان رسول اللهصلىاللهعليهوسلم يقرأ في العيد؟ قال : بقاف واقتربت (٢) ، ورواه مسلم وأهل السنن الأربعة من حديث مالك به. وفي رواية لمسلم عن فليح عن ضمرة عن عبيد الله عن أبي واقد قال : سألني عمر رضي الله عنه ، فذكره.
[حديث آخر] وقال أحمد (٣) : حدثنا يعقوب ، حدثنا أبي عن ابن إسحاق ، حدثني عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ، عن أم هشام بنت حارثة قالت : لقد كان تنورنا وتنور النبي صلىاللهعليهوسلم واحدا سنتين أو سنة وبعض سنة ، وما أخذت (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) إلا على لسان رسول الله ، وكان يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس (٤) ، رواه مسلم من حديث ابن إسحاق به. وقال أبو داود : حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة عن خبيب عن عبد الله بن محمد بن معن عن ابنة الحارث بن النعمان قالت ما حفظت (ق) إلا من في رسول الله صلىاللهعليهوسلم يخطب بها كل جمعة. قالت : وكان تنورنا وتنور رسول الله صلىاللهعليهوسلم واحدا ، وكذا رواه مسلم والنسائي وابن ماجة من حديث شعبة به ، والقصد أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يقرأ بهذه السورة في المجامع الكبار كالعيد والجمع لاشتمالها على ابتداء الخلق ، والبعث والنشور والمعاد والقيام والحساب ، والجنة والنار والثواب والعقاب والترغيب والترهيب ، والله أعلم.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (١) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ (٢) أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (٣) قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ (٤) بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ) (٥)
(ق) : حرف من حروف الهجاء المذكورة في أوائل السور كقوله تعالى : (ص) ـ (ن) ـ (الم) ـ (حم) ـ (طس) ونحو ذلك ، قاله مجاهد وغيره وقد أسلفنا الكلام عليها في أول سورة البقرة بما أغنى عن إعادته ، وقد روي عن بعض السلف أنهم قالوا : (ق) جبل
__________________
(١) المسند ٥ / ٢١٧ ، ٢١٨.
(٢) أخرجه مسلم في صلاة العيدين حديث ١٤ ، ١٥ ، والترمذي في الجمعة باب ٣٣ ، والنسائي في العيدين باب ١٢ ، وابن ماجة في الإقامة باب ١٥٧.
(٣) المسند ٦ / ٤٣٥ ، ٤٣٦.
(٤) أخرجه مسلم في الجمعة حديث ٤٥.