ومنع الحجاب ومنع الزي العلمائي ومنع اقامة العزاء على سيد الشهداء عليهالسلام وتدنيس حرمة الحوزات العلمية والمراقد المطهرة ونفي عشرات العلماء من كبار المجتهدين والخطباء. وأدت تلك الأعمال القبيحة للمدعو رضا بهلوي الى هجرة كبار علماء ايران الى النجف الأشرف ، وانزواء آية الله الحائري قابعاً في زاوية بيته ولكنه لم يرفع اليد عن الحوزة وشؤونها بل استمرّ بالتدريس والادارة ، فانّه قد تحمل كل شيء من أجل هذا البناء المقدّس المهم ، وبالفعل فقد تمكن الحائري أن ينتصر بمشروعه على كل مؤامرات الاستعمار وتمكنت هذه الحوزة المباركة ان تقود حركة الامة والتي كان نتاجها الجمهورية الاسلامية المباركة. ويبدو أن فاجعة كوهر شاد قد أثرت على حياة الشيخ الحائري فان وفاته كانت في ١٨ ـ ذي القعدة الحرام ـ من سنة ١٣٥٥ هـ. ق بينما كانت حادثة الهجوم على المرقد الرضوي الشريف في ١٢ ـ ربيع الثاني سنة ١٣٥٤ هـ. ق.
وأما شيخنا القمّي (أعلى الله مقامه) فانه كان في مدينة همدان وقد سمع بالفاجعة الكبرى بهتك حرمة الحرم الرضوي وقتل المؤمنين والعلماء ، واعتقال الآيات العظام حبسهم وتهجير بعضهم ، فعجل بالمجيء الى قم المقدّسة ليرى موقف العلماء الآخرين ، ولكنه فوجىء كالباقين بالأحداث العظام والضربات المتتاليات وقتل أو حبس أو تهجير كل انسان يقف أمام مشاريع البهلوي ، مهما كان عنوانه وبالفعل فقد نفى آية الله السيّد حسين القمي (١) الى العراق ، وجرّد آية
__________________
(١) السيّد حسين ابن السيّد محمود القمّي ، ولد في قم المقدّسة في ١٢٨٢ هـ. ق ودرس فيها مقدّمات العلوم ثمّ هاجر الى العراق فحضر أبحاث كبار علمائه ومنهم السيّد المجدد الشيرازي والميرزا حبيب الله الرشتي والمولى علي النهاوندي والشيخ محمّد كاظم الخراساني والسيّد محمّد كاظم اليزدي ، والشيخ محمّد تقي الشيرازي وحاز على درجة سامية من العلم وكان معروفاً بالصلاح والتقى والنسك والزهد وكثرة العبادة ، أما في الفقه والاصول فقد كان فاضلاً للغاية وخبيراً جداً له تسلط عليهما واستحضار وتضلع وبراعة ، وفي سنة ١٣٣١ هبط المشهد الرضوي عليهالسلام فصار من أكبر مراجع التقليد في ايران ، وعندما أعلن المقبور المدعو رضا بهلوي الإسفار الالزامي ومنع الحجاب تحرك السيّد القمّي الى طهران للوقوف أمام