وصل
وإن كان ناقصا في الحيوانية ، بأن يضعف أثر النفس فيه ، ولم يكن من شأنه الدخول في الملكوت ، والصيرورة من أهله ، أفاض الله سبحانه عليه بعض الحواسّ دون بعض ، إمّا قوية ، أو ضعيفة ، على اختلاف مراتب الحيوانات ، أو كلها ، ولكن ضعيف الباطنية ، وخصوصا حسّ الخيال ، فيعيش في هذه النشأة مدّة ما ، حياة عرضية بقوّة الملكوت ، حيث إن ملائكتها وقواها من تلك النشأة ، ثمّ إذا مات فات ، كالنبات ؛ لعدم تعيّنه واستقلاله في تلك النشأة ، فلم يبق منه إلّا ربّ نوعه الّذي به حياته وقوامه ، وفني هو فيه ، وحشر إليه ، كما قال تعالى : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) (١).
فصل
إن الله سبحانه خلق الحيوانات أنواعا مختلفة ، وأصنافا شتى ، اختلافا لا يدخل تحت الحصر والضبط ، وربما يقال : إن عدد أنواعها ألف وأربعمائة ، ثمانمائة منها بحرية ، وستّمائة برّية.
وفي الكافي ، بإسناده عن ابن عباس ، قال : «سئل أمير المؤمنين عليهالسلام عن الخلق ، فقال : خلق الله ألفا ومائتين في البر ، وألفا ومائتين في البحر ، وأجناس
__________________
(١) ـ سورة الأنعام ، الآية ٣٨.