يَشاءُ) (١).
ومنه ما يحتاج إلى أجنحة اثنتين ، أو أربع ، يطير بهما ، بصفيف ، أو دفيف ، قال تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ) (٢).
وقال : (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (٣).
والمنتقل في الماء منه ما يعتمد في غوصه على رأسه ، وفي السباحة على أجنحته ، كالسمك ، أو يعتمد في السباحة على أرجله ، كالضفدع ، ومنه ما يمشي في قعر الماء ، كالسرطان ، ومنه ما يزحف ، كضرب من السمك لا جناح له.
ومن الحيوان مصوّت ، وغير مصوّت ، وكلّ مصوّت فإنه عند الاغتلام وحركة شهوة الجماع أشد تصويتا ، إلّا الإنسان ، ومنه ما هو شبق كالديك ، ومنه عقيف ، له وقت معيّن يهيج فيه ، ومنه ما تناسله بأن تلد أنثاه حيوانا مثله ، ومنه ما تناسله بأن تبيض أنثاه بيضا ، ومنه ما يبيض في بطنه ، ثمّ يصير بعد ذلك دودا ، مثل البحري المعروف ب «سلاسي» ، وربما كان بيضا ، وصار قبل أن يباض حيوانا ، كأكثر الأفاعي ، إلى غير ذلك من الاختلافات الكثيرة.
فأعدّ الله سبحانه بلطيف صنعه وبلاغ حكمته لكلّ منها آلات وقوى لخاصّ أفاعيلها وحاجاتها ، يناسبها ، فاختلفت الحيوانات بحسب الأعضاء والأدوات وأوضاعها وأحوالها وقواها ومشاعرها ومداركها ، لحكم ومصالح
__________________
(١) ـ سورة النور ، الآية ٤٥.
(٢) ـ سورة الملك ، الآية ١٩.
(٣) ـ سورة النحل ، الآية ٧٩.