طولها ، ثمّ يغوصان في الطبقة الباطنة ، مفجّرين إياها إلى تجويف المثانة ، حتّى إذا امتلأت وارتكزت انطبقت البطانة على الظهارة مندفعة إليها من الباطن ، كأنهما طبقة واحدة ، لا منفذ بينهما.
ولها عنق دفاع للماء إلى القضيب ، معوّج ، كثير التعاويج ، ولأجلها لا يندفع الماء بالتمام دفعة ، وخصوصا في الذكران ، فإنه فيهم ذو ثلاث تعاويج ، وفي الإناث ذو تعويج واحد ، لقرب مثانتهنّ من أرحامهنّ ، وعلى فمه عضلة تضمه ، وتمنع خروج البول حتّى تطلقه الإرادة المرخية لها ، فسبحان الخالق الكريم ، ما أكرمه ، وأسبغ نعمه.
فصل
وأمّا الثدي فركّب من شرايين ، وعروق ، وعصب ، يحتشي ما بينها نوع من اللحم غددي ، أبيض ، طبيعته طبيعة اللبن ، خلقه الله ليكون المحيل والمولد للّبن ، وهذه الشرايين والعروق تنقسم في الثدي إلى أقسام دقاق ، وتستدير وتلتّف لفائف كثيرة ، ويحتوي عليها ذلك اللحم الّذي هو مولّد اللبن ، فيحيل ما في تجويفها من الدم حتّى يصير لبنا ، بتشبيهه إياه بطبيعته ، كما يحيل لحم الكبد ما يجتذب من المعدة والأمعاء ، حتّى يصير ما بتشبيهه إياه بنفسه ، فسبحان من يسقينا من بين فرث ودم لبنا خالصا ، سائغا للشاربين.
فصل
وأمّا الأنثيان فجوهرهما لحم غددي أبيض ، مثل لحم الثدي ، يحيل الدم النضيج الأحمر اللطيف المنجذب إليها ، كأنه فضلة الهضم الرابع في البدن ، كلّه