منيا أبيض ، بسبب ما يتخضخض فيه هوائية الروح ، وانجذاب تلك المادّة إليهما في شعب عروق ساكنة ونابضة ، كثيرة الفوهات ، كثيرة التعاويج ، والالتفافات ، ومجرى تلك العروق بالصفاق ، وينزل منه مجريان شبه البرنجين ، ثمّ يتشعّبان فتكون منهما الطبقة الداخلة من كيس البيضتين ، ثمّ يصير من هناك فيها فيستحكم استحالته ، ويكمل نوعه ، ويصير منيّا تامّا ، ويصير في مجريين يفضيان إلى القضيب.
وبسبب كثرة شعب العروق الّتي تأتيها صار الإخصاء الّذي في صورة قطع عرق واحد، كأنه قطع من كلّ عضو عرق ؛ لكثرة الفوّهات الّتي تظهر هناك ، ولهذا يوجد (١) الخصيان ، تذهب قواهم ، وتسترخي مفاصلهم ، ويظهر ذلك في مشيهم ، وجميع حركاتهم ، وفي عقولهم ، وأصواتهم ، فتبارك الله البارىء اللطيف.
فصل
وأمّا القضيب فهو عضو ، مؤلف من رباطات ، وأعصاب وعضلات ، وعروق ضاربة، وغير ضاربة ، يتخللها لحم قليل.
وأصله جسم رباطي ، ينبت من عظم العانة ، كثير التجاويف ، واسعها ، تكون في الأكثر منطبقة ، وتحته وفوقه شرايين كثيرة ، واسعة ، فوق ما يليق به ، وتأتيه أعصاب من فقار العجز ، وإن كانت ليست غائصة في جوهره.
وله ثلاث مجاري : للبول ، والمني ، والودي ، والانعاض يكون بامتلاء تجاويفه من ريح غليظة ، وامتلاء عروقه من الدم ، والإنزال يكون عندما يتمدّد
__________________
(١) ـ هكذا في المخطوطة ، ولعل الأنسب «تجد».