كذلك للنساء بينهما وبين المقذف إلى داخل الرحم ، إلّا أنها فيهنّ متصلة بهما ؛ لقربها بهما في اللين ، لكونها في كنّ ، بخلافها فيهم ، فإنه جعل بينهما واسطة ؛ لئلّا يتأذى بصلابتهما حال تواترهما ، فتبارك الله الرؤوف الكريم ، ما أرأفه ، وأبين كرمه.
فصل
وأمّا هيئة الخاصرة ، والعانة ، والورك ، فبيانها :
أن عند العجز عظمين كبيرين ، يمنة ويسرة ، يتّصلان في الوسطين قدّام بمفصل موثق ، وهما كالأساس لجميع العظام الفوقانية ، والحامل الناقل للسفلانية ، وكلّ واحد منهما ينقسم إلى أربعة أجزاء ، فالذي يلي الجانب الوحشي يسمى الحرقفة ، وعظم الخاصرة ، والذي يلي القدام يسمى عظم العانة ، والذي يلي الخلف يسمى عظم الورك ، والذي يلي الأسفل الإنسي يسمى حقّ الفخذ ؛ لأنّ فيه التقصير الّذي يدخل فيه رأس الفخذ المحدب ، وقد وضعت عليه أعضاء شريفة ، مثل المثانة ، والرحم ، وأوعية المني من الذكران ، والمقعدة ، والسرّة.
فصل
وأمّا الفخذ فله عظم هو أعظم عظم في البدن ؛ لأنّه حامل لما فوقه ، وناقل لما تحته ، وقبّب طرفه العالي ليتهندم في حقّ الورك ، وهو محدب إلى الوحشي ، وقدّام مقعّر إلى الإنسي ، وخلف ، فإنه لو وضع على استقامته وموازاة للحق