لحدث نوع من الفحج (١) ، كما يعرض لمن خلقته تلك ، ولم يحسن وقايته للعضل الكبار ، والعصب والعروق ، ولم يحدث من الجملة شيء مستقيم ، ولم يحسن هيئة الجلوس.
ثمّ لو لم يردّ ثانيا إلى الجهة الإنسية لعرض فحج (٢) من نوع آخر ، ولم يكن للقوام واسطة عنها وإليها الميل ، فلم تعتدل ، وفي طرفه الأسفل زائدتان يتهندمان في نقرتين في رأس عظم الساق ، وقد وثقتا برباط يلتفّ ، ورباط في الغور ، ورباطين من الجانبين قويين ، فهندم مقدمهما بالرضفة ، وهي عين الركبة ، وهو عظم عريض في الاستدارة ، فيه غضروفية ، فائدته مقاومة ما يتوقى عند الجثو وجلسة التعلّق من الانتهاك والانخلاع ، فهو دعامة للمفصل ، ولله الحمد.
فصل
وأمّا الساق فهو كالساعد ، مؤلف من عظمين ، أحدهما أكبر وأطول ، وهو الإنسي ، ويسمى القصبة الكبرى ، والثاني أصغر وأقصر ، لا يلاقي الفخذ ، بل يقصر دونه إلّا إنه من أسفل ينتهي إلى حيث ينتهي إليه الأكبر ، ويسمى القصبة الصغرى ، وهي متبرئة عن الكبرى ، في الوسط بينهما فرجة قليلة ، وللساق تحدب إلى الوحشي ، ثمّ عند الطرف الأسفل تحدب آخر إلى الإنسي ، ليحسن به القوام ويعتدل ، فسبحان خالقها الكريم ، وبحمده.
__________________
(١ و ٢) ـ كذا في المخطوطة في الموضعين ، وفي بعض النسخ المطبوعة «الفجج» بالمعجمتين ، وهما هيئتان في المشي ، أما الفحج ـ بإهمال الأولى ـ فهو تداني صدري القدمين ، وتباعد عقبيهما ، وأمّا الفجج ـ بالإعجام ـ فهو الانفراج والاتساع بين القدمين. (بحار الأنوار : ٥٩ : ٥١ في الهامش).