فصل
وأمّا القدم فمؤلفة من ستة وعشرين عظما ، كعب به يكمل المفصل مع الساق ، وعقب به عمدة الثبات ، وهو أعظمها ، وزورقي به الأخمص ، وأربعة عظام للرسغ ، بها يتّصل بالمشط ، وواحد منها عظم نردي ، كالمسدس ، موضوع إلى الجانب الوحشي ، وبه يحسن ثبات ذلك الجانب على الأرض ، وخمسة عظام للمشط ، بعدد الأصابع في صف واحد ، وأربعة عشر سلاميات الأصابع ، لكلّ منها ثلاثة سوى الإبهام ، فإنّ له اثنين.
أما الكعب فإنّ الإنساني منه أشد تكعيبا من كعوب سائر الحيوانات ، وكأنه أشرف عظام القدم النافعة في الحركة ، كما أن العقب أشرف عظام الرجل النافعة في الثبات ، وهو موضوع بين الطرفين النابتين من قصبتي الساق ، يحتويان عليه بمقعّرهما من جوانبه ، ويدخل طرفاه في العقب في نقرتين دخول ركز ، وهو واسطة بين الساق والعقب ، به يحسن اتصالهما ، ويتوثق المفصل بينهما ، ويؤمن عليه الاضطراب ، وهو موضوع في الوسط بالحقيقة ، ويرتبط به العظم الزورقي من قدام ، ارتباطا مفصليا ، وهذا الزورقي متصل بالعقب من خلف ومن قدام ، بثلاثة من عظام الرسغ ، ومن الجانب الوحشي بالعظم النردي.
وأمّا العقب فهو موضوع تحت الكعب ، صلب مستدير إلى خلف ، ليقاوم المصاكات والآفات ، مملّس الأسفل ، ليحسن استواء الوطىء وانطباق القدم على المستقر عند القيام ، وخلق مثلثا إلى الاستطالة يدقّ يسيرا يسيرا حتّى ينتهي فيضمحلّ عند الأخمص إلى الوحشي ، ليكون تقعير الأخمص متدرّجا من خلف إلى متوسطه.