وعنه صلىاللهعليهوآله : «إنّ للشيطان لمّة بابن آدم ، وللملك لمّة ، فأما لمّة الشيطان فإيعاد بالشر ، وتكذيب بالحق ، وأمّا لمّة الملك فإيعاد بالخير ، وتصديق بالحق ، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله ، فليحمد الله ، ومن وجد الأخرى فليتعوّذ بالله من الشيطان الرجيم ، ثمّ قرأ عليهالسلام (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ) الآية (١)» (٢).
وروى في الكافي ، بسند حسن ، عن الإمام الصادق عليهالسلام ، أنه قال : «ما من قلب إلّا وله أذنان ، على إحداهما ملك مرشد ، وعلى الأخرى شيطان مفتن ، هذا يأمره ، وهذا يزجره. الشيطان يأمره بالمعاصي ، والملك يزجره عنها ، وهو قول الله تعالى : (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ* ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (٣)» (٤).
فصل
قال بعض العلماء : إن إلهام الملك ووسوسة الشيطان تقع في النفوس على وجوه وعلامات :
أحدها : كالعلم واليقين الحاصلين من جانب يمين النفس ، ويقابله الهوى والشهوة الحاصلين من جانب الشمال.
__________________
(١) ـ سورة البقرة ، الآية ٢٦٨.
(٢) ـ سنن الترمذي : ٤ : ٢٨٨ ، ح ٤٠٧٣.
(٣) ـ سورة ق ، الآية ١٧ و ١٨.
(٤) ـ الكافي : ٢ : ٢٦٦ ، ح ١.