تُوقِدُونَ) (١).
ومنه تسخير الدواب والأنعام للركوب ، والزينة ، وحمل الأثقال (أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ* وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ) (٢) ، (وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ* وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ* وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ* وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً) (٣).
ومنه تسخير النسوان والجواري للنسل ، والتوليد (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) (٤).
وأوسطها : التسخير الطبيعي : وهو تسخير جنود القوى النباتية ، ومواضعها له ، للتغذية ، والتنمية ، والتوليد ، والجذب ، والإمساك ، والهضم ، والدفع ، والتصوير ، والتشكيل.
وأعلاها : التسخير النفساني : وهو تسخير الحواس ، وهو على صنفين : صنف من عالم الشهادة ، وصنف من عالم الغيب.
أما الأوّل ، فلا يستطيعون له خلافا ، ولا عليه تمرّدا ، فإذا أمر العين بالانفتاح انفتحت ، وإذا أمر اللسان بالتكلّم وجزم الحكم به ، تكلّم ، وإذا أمر الرجل بالحركة تحرّكت، وكذا سائر الأعضاء الظاهرة.
__________________
(١) ـ سورة يس ، الآية ٨٠.
(٢) ـ سورة يس ، الآية ٧١ و ٧٢.
(٣) ـ سورة النحل ، الآية ٥ ـ ٨.
(٤) ـ سورة البقرة ، الآية ٢٢٣.