عمر الدنيا؟ قال علي عليهالسلام : يقال سبعة آلاف ، ثمّ لا تحديد ، قال الرجل : صدقت ، إلى أن قال : وأين كان الله قبل أن يخلق عرشه؟ قال عليّ عليهالسلام : سبحان من لا تدرك كنه صفته حملة العرش على قرب زمراتهم من كراسي كرامته ، ولا الملائكة المقرّبون من أنوار سبحات جلاله ، ويحك لا يقال أين ، ولا ثمّ ، ولا فيم ، ولا لم ، ولا أنّى ، ولا حيث ، ولا كيف ، قال الرجل : صدقت ، فكم مقدار ما لبث عرشه على الماء من قبل أن يخلق الأرض والسماء؟ فقال : أتحسن أن تحسب؟ قال : نعم ، قال : لعلّك لا تحسن ، قال : بلى ، إني لأحسن أن أحسب ، قال علي عليهالسلام : أفرأيت لو كان صبيب خردل في الأرض حتّى سدّ الهواء ، وما بين الأرض والسماء ، ثمّ أذن لمثلك على ضعفك أن تنقله حبّة حبّة من مقدار المشرق إلى المغرب ، ثمّ مدّ في عمرك ، وأعطيت القوّة على ذلك حتّى تنقله ، وأحصيته ، لكان ذلك أيسر من إحصاء عدد أعوام ما لبث عرشه على الماء من قبل أن يخلق الأرض والسماء ، وإنما وصفت لك ببعض عشر عشر العشير من جزء من مائة ألف جزء ، واستغفر الله من القليل من التحديد ، فحرّك الرجل رأسه ، وشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّدا رسول الله صلىاللهعليهوآله (١).
__________________
(١) ـ إرشاد القلوب : ٢ : ٣٧٦.