يقصده في القطعة الأخرى إلى أن يصل إلى المبدأ الّذي يتحرك منه ، ولا تنقطع أجزاء الفلك المحيط بمركز العالم جميعا بتلك الحركة.
فبهذين الأصلين يستقيم أمر الاختلافين الأولين ، وللمتأخّرين أصول أخر بها يستقيم غيرهما من الاختلافات أيضا ، لكن لما لم يتعيّن شيء منها لذلك لم يحصل الجزم بعدد الأفلاك الجزئية ، وإنما المتيقّن القدر المشترك ، وهو كثرتها.
وينبغي الاقتصار على الأقلّ الأبسط ، وعدم إثبات الفضل مهما أمكن ، ونحن نقتصر على ذكر ما هو المشهور الموروث من القدماء في ذلك ، وإن كان يبقى معه بعض الإشكالات بعد ؛ روما للاختصار فيما لم يتحقّق بخصوصه ، فاسمع :
وصل
أما فلك الشمس ، فينفصل عنه فلك آخر شامل للأرض ، مركزه خارج عن مركز العالم ، مائل إلى جانب من الفلك الكلي لها ، بحيث يماسّ محدّب سطحيه ، السطح الأعلى من الفلك الكلي على نقطة مشتركة بينهما ، ويسمى الأوج ، ومقعّر سطحيه ، السطح الأدنى منه على نقطة مشتركة ، يسمى الحضيض ، فيحصل بسبب ذلك جسمان متدرّجا الثخن إلى غاية هي ضعف ما بين المركزين ، أحدهما حاو للفلك الخارج المركز ، والآخر محويّ ، فيه رقّة الحاوي ، ممّا يلي الأوج ، وغلظه ممّا يلي الحضيض ، ورقّة المحوي وغلظه بالعكس ، يقال لكلّ واحد منهما : المتمّم.